مع قرب الإعلان عن انطلاق معركة تحرير الرقة من تنظيم الدولة كما يسوقون وفي ظل الأحداث المتسارعة تتسابق كل الأطراف المتصارعة في سوريا من أجل الحصول على بطاقة ذهبية تؤهلها للمشاركة في محاربة تنظيم الدولة وتطهير مدينة الرقة من إرهابه كما يزعمون.
وتتناوب مقاتلات النظام وروسيا والتحالف الدولي على قصف المدينة الآهلة بالسكان رافعين شعار مكافحة الإرهاب ومتجاهلين قرابة المليون نسمة من المدنيين علماً أنهم الخاسر الأكبر من عملية التحرير فيتساقطون ضحايا بالمئات.
ورأى الصحفي السوري ومدير ملتقى الأدباء والكتاب السوريين في تركيا صبحي دسوقي أن “الرقة تعيش جحيمها الخاص هذه الأيام وستغدو أيامها القادمات أكثر سواداً ودموية مما نظن ، الرقة الجريحة المحتلة تنام على جراح وتستيقظ على مجازر” مشيراً إلى أن “طيران النظام الأسدي المجرم والتحالف القاتل ، والطيران الروسي ينسقون ويتبادلون الأدوار وأوقات قصف مدينة الرقة بحجة محاربة الإرهاب”.
وأكد دسوقي في تصريح خاص لموقع مرآة سوريا اليوم السبت 25 آذار/مارس 2017 أنهم جميعاً ” مشاركون بتدمير رقتنا ، دمروا أحياءها ومعالمها الأثرية وجسورها ، وعزلوها وحاصروا أهلها وضيقوا عليهم ومنعوهم من مغادرتها ، تركوهم رهائن تنتظر ذبحها من المحتلين الذين تكاثروا ، وكلهم هدفهم تدمير الرقة وقتل أهلها مهما اختلفت راياتهم وشعاراتهم” منوهاً إلى أن مصير الرقة هو “الانتقال من محتل قاتل إلى آخر أكثر وحشية من سابقه ، لن نستثني أحداً كلهم مجمعون على قتل أهلنا في سوريا وفي الرقة الحبيبة”.
وأوضح دسوقي أن “الهدف الخفي من تحالفهم وتوافقهم هو تهجير من بقي من أهالي المدن العرب والمضي في تغيير محتوى مدنهم وتفريغها ووهبها للشيعة في العراق كي يستوطنوا فيها ويعلنون تمدد دولتهم الفارسية الحاقدة على العرب والإسلام ، وفي الرقة تسليمها ( لقوات سوريا الديمقراطية)” .
وأشار مدير ملتقى الأدباء والكتاب السوريين في تركيا إلى أن “مجازر الرقة فضحت أكثر من أي شيء آخر التنسيق الضمني بين واشنطن والأسد وإيران وكل ما يقال غير ذلك هو من قبيل ذر الرماد في العيون” مضيفاً أن “الرقة أسقطت كل الأقنعة وبانت العورات وكشف الخذلان بأبشع صوره من قبل العالمين العربي والإسلامي ومن جميع دول العالم التي تدعي الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان فالتحالف الدولي يتحمل مسؤولية جرائم الحرب والإبادة الجماعية للرقة والموصل”.
وندد الصحفي السوري صبحي دسوقي بحالة الصمت العالمي المريب أمام المجازر التي ترتكب بحق أباء سوريا والموصل والتي تشير إلى تواطؤ واتفاق على إبادة الشعب السوري .
وازدادت أعداد الضحايا من أبناء محافظة الرقة ما جعل المدنيين يدركون أن الهدف الرئيسي للضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي هم أنفسهم لا تنظيم الدولة إذ أن ما قتلته طائراتهم يفوق بكثير جرائم التنظيم في المنطقة وفقاً لناشطين ميدانيين.
وتثير تلك المجازر التي ترتكبها قوات التحالف الدولي في الرقة والتي خلفت مئات الضحايا المدنيين والحجة جاهزة هي محاربة “تنظيم الدولة” استياء شديداً ما دفع السوريين لكشف تلك الممارسات التي تستهدف المدنيين وتفضح ارتكابات قوات التحالف عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي ونشر الهاشتاغات المعبرة عن إجرام طيران النظام وحليفه الروسي إضافة لإجرام التحالف الدولي.