(جدة – مرآة سوريا) – شهدت الساحة السياسية خلال الأيام الماضية، تقاربات جادة بين السعودية و مصر، بدفع مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
و أعلنت المملكة العربية السعودية أنّها ستستأنف إرسال شحنات المواد النفطية إلى مصر، بينما حكم القضاء المصري من جديد بسريان اتفاقية جزيرتي تيران و صنافير.
و ظهرت هذه التفاهمات إلى العلن بعد لقاء ثنائي جمع الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، مع زعيم النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، على هامش القمة العربية في البحر الميت.
و يرى مراقبون أنّ التحركات الجدية الأخيرة تعكس نية واضحة لخلق تحالف عربي-عربي بدفع أمريكي، لكبح جماح إيران في المنطقة العربية.
و تمتد أذرعة إيران العسكرية في سوريا و لبنان و العراق و اليمن، و تتواجد قواتها في سوريا و اليمن و العراق بشكل علني، بينما يشكل حزب الله ذراعها العسكري و السياسي في لبنان، الذي تديره حكومة تستمد ضعفها من الجيش أمام قوة الحزب.
و يبدو أنّ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تفضل لجم إيران عن طريق الحلفاء العرب، و ليس عن طريق المواجهة المباشرة، و هو أمر رسمت ملامحه خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، و لقائه للرئيس ترامب و عدد من المسؤولين البارزين، على رأسهم وزير الدفاع.
و يقول مطلعون على السياسة السعودية إنّ ولي ولي العهد نقل إلى النظام السعودي رؤية الولايات المتحدة في المنطقة، و هو ما دفع الملك سلمان لعقد لقاء مفاجئ مع السيسي في البحر الميت، اتفقا خلاله على تسريع حل الخلافات بين البلدين و تحديد هامش ضيق للخلاف.
و يلتقي زعيم النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، مع ترامب يوم الاثنين في واشنطن، و من المحتمل أن يبلغ ترامب السيسي بالرؤية الأمريكية في المنطقة، و ضرورة تحالف مصر مع السعودية في إطار عربي أوسع للتصدي لتمدد إيران.
و أعلنت الخارجية المصرية عن اتفاق بين وزيري خارجية مصر و السعودية على عقد جولة من المباحثات في القاهرة “لتناول مسار العلاقات الثنائية وكافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
و بدت إيران متخوفة من النية الأمريكية واضحة المعالم تجاهها، فيما حرصت على خطابها الهجومي ضد المملكة العربية السعودية.
و قال مسؤول إيراني إنّ بلاده لا تملك أية خطة استراتيجية للانسحاب من سوريا.
و خفّ ظهور المقاتلين الإيرانيين في معارك سوريا مؤخرًا، و ذلك مع الدور المحوري الذي يقوم به الطيران الروسي في تلك المعارك، و الذي أثبت تفوقه على كل خطط المعارضة السورية التي ما زالت تعيش في حظر دولي لوصول مضادات الطيران إليها.