أطلق شباب سوريون في اسطنبول مشروع “الجالية الإسطنبولية” الذي يقدم خدماته التدريبية والتأهيلية وبعض المشاريع الشبابية الهادفة لينفرد بخلق مبادرات تساهم في تنمية روح القيادة الشبابية وتزويدهم بالمزيد من المهارات فى إدارة المجموعات الشبابية غير الربحية التي تعنى بالسوريين ومساعدتهم على تفريغ طاقاتهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم وطريقة تعاملهم مع المجتمع التركي.
وفي حوار خاص لموقع مرآة سوريا اليوم الأربعاء 4 نيسان/أبريل 2017 مع الإعلامي ومدير مشروع الجالية الإسطنبولية صهيب محمد قال:”إن الهدف الرئيسي من مشروع الجالية هو تفعيل الطاقات الخلاقة الموجودة لدى الشباب السوري والعمل على تغطية الثغرات الموجودة ما بين العربي والتركي وما بين السوري والتركي من خلال مشروعنا غير المادي , لدينا عدد كبير من العاملين براتب جزئي في المجموعة الخاصة بالجالية وهم يسعون بإمكانياتهم الخاصة وجهودهم الشخصية للتحرك وإنجاز أنشطة وفعاليات الجالية ومن خلال ذلك نكون قد خلقنا فرص عمل للمدرسين ما يعود بالنفع على المكان المستضيف ونكون قد شغلنا أنفسنا بأنفسنا من خلال الأجور الرمزية وهذا شعارنا الذي اعتمدناه في عملنا ولتنضم مجموعتنا إلى الكثير من المجموعات التي تخدم السوريين وتقدم لهم الدورات وتساعدهم في مشوار حياتهم”.
وأكد الإعلامي محمد رفضه أي دعم أوروبي أو أمريكي لتغطية تكاليف الأنشطة والفعاليات التي تخص المشروع” مشيراً إلى أن مشروعه اللا ربحي “يرتكز بشكل أساسي على خمسة محاور يهدف من خلالها سد بعض الثغرات الموجودة لدى السوريين وخصوصاً في قضية الاندماج مع الأتراك ولعب دور الوسيط ما بين القوي والضعيف وما بين الغني والفقير ليكون الجميع قادراً على إدارة أمواله وتنمية قدراته وأفكاره“.
وعن صدى مشروع الجالية الإسطنبولية لدى السوريين قال الإعلامي محمد: “بعد مرور قرابة الأربعة أشهر على إطلاق مشروع الجالية الاسطنبولية ازداد الإقبال واستحسن عدد كبير من السوريين الفكرة فكان هناك تفاعلاً مع المشروع واهتماماً من الأكاديميين والطلاب وذوي النشاطات الخاصة باللاجئين في المدينة ومع إنشاء مجموعة مغلقة خاصة على فيسبوك باسم الجالية الاسطنبولية وصل عدد الأعضاء إلى 18 ألف شخص من المقيمين في اسطنبول وسجل 9500 شخص إعجابهم بالصفحة الخاصة بالجالية الاسطنبولية على الفيسبوك”.
ويعتمد مشروع الجالية الإسطنبولية على محاور عمل أساسية أوضحها الإعلامي صهيب محمد بقوله:” في المحور الأول نقوم بإنشاء مشاريع بدون كمسيون عبر جمع أصحاب الأفكار والخبرات مع أصحاب الأموال وفي المحور الآخر الذي قمنا بتفعيله مؤخراً فقد تمثل باجتماعات الزملاء ومنه اجتماع الحرفيين مع بعضهم الذي تمخض عنه مشروع افتتاح معرض أشغال يدوية للسوريين، ونقوم حالياً بالإجراءات اللازمة من أجل الحصول على موافقة البلدية اللازمة من أجل افتتاح هذا المعرض الهام وأما المحور الثالث فهو تمكين الشباب وأعتقد بأن هذا المحور هو الأكثر نشاطاً وتفاعلاً مع السوريين والأتراك والذي نخصصه لإقامة الدورات المختلفة في تعليم اللغة التركية والعربية لغير الناطقين بها وكذلك دورات الإعلام والفوتوشوب وبأسعار تشجيعية أقل من تكلفة الدورات في المعاهد والمدارس الخاصة بكثير ” لافتاً إلى أن متبعي تلك الدورات سيمنحون شهادات حضور وأماكن الدورات موزعة في مختلف أنحاء مدينة اسطنبول” مبيناً أن ” الرسوم المحددة لتلك الدورات هي 45 ليرة تركية موزعة على الشكل التالي 25 ليرة للمدرس و10 ليرات للمكان المستضيف و 10 ليرات لمنظمي الدورات في الجالية الإسطنبولية”.
وأضاف محمد بأن “المحور الرابع يهدف إلى جمع فرص العمل ووضعها في مجموعة واحدة ضمن قائمة تضم جميع فرص العمل في اسطنبول بحيث تختصر جهود حوالي 200 مجموعة ومنها الإعلانات حيث نقوم بجمع كل فرص العمل في منشور أسبوعي واحد في محاولة من القائمين على مشروع الجالية الإسطنبولية لإنهاء مشكلة الكمسيون والوسيط ووسيط العمل وغير ذلك من المسميات” .
أما التواصل مع الإعلام التركي فهو المحور الخامس الذي سيتم تفعيل العمل به قريباً ويحاول القائمون على مشروع الجالية الإسطنبولية من خلاله عكس الصورة الإيجابية للاجئين السوريين وتحسين علاقتهم مع الأخوة الأتراك والقضاء على النظرة السلبية التي يحملها بعض السوريين والأتراك لبعضهم البعض بحسب مدير مشروع الجالية الإسطنبولية.
وكشف مدير مشروع الجالية الإسطنبولية عن حملة جديدة تستهدف تعليم المواطنين الأتراك اللغة العربية بالتعاون مع مختصين سوريين وعرب في اسطنبول” منوهاً إلى أنهم “يسعون لإطلاق هذه الحملة في القريب العاجل وأن الهدف منها إحياء لغة القرآن الكريم وزيادة الانسجام بين الشعبين“.
وأكد مدير مشروع الجالية الإسطنبولية أن العمل الذي يقومون بتنفيذه هو عمل لا ربحي ومبادرة شبابية تساهم في الحفاظ على اللغة العربية ويتيح تعلمها للراغبين من الأخوة الأتراك وبسعر رمزي.
وأطلق موقع “الجالية الاسطنبولية” في شهر كانون أول من العام الماضي حملة لدعم الاقتصاد التركي تقديراً لمواقف تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان والمعاملة الأفضل التي تقدمها الحكومة التركية للاجئين السوريون بين جميع دول العالم.
وقام أولئك الشباب في الجالية الإسطنبولية بحملة تصريف العملة الأجنبية إلى التركية وشراء الذهب والليرة التركية وبلغت الحملة مبلغ ربع مليون ليرة تركية حيث تضمنت الحملة تقديم عروض من موقع الجالية لاشتراكات ودورات تدريبية ونشر إعلانات مجانية ووجبات مطاعم.
وكان مشروع “الجالية الاسطنبولية” قد انطلق منذ حوالي أربعة أشهر تقريباً لكن وفي بداية عام 2017 كانت الانطلاقة الحقيقية لهذا المشروع الذي شهد إقبالاً كبيراً من قبل السوريين وحظي باهتمامهم اللاجئين السوريين فالمشروع غير ربحي وهدفه الأساسي اللاجئون السوريون بالدرجة الأولى ثم اللاجئون العرب.