تفجير الراشدين .. من يقف وراءه؟

 

بعد انفجار السيارة المفخخة اليوم السبت 15 نيسان/ أبريل 2017، قرب تجمع للحافلات التي تقل أهالي بلدتي كفريا والفوعة في منطقة الراشدين غرب حلب، ما أدى إلى مقتل أكثر من 70 من مقاتلي المعارضة بالإضافة إلى العشرات من المدنيين من كفريا والفوعة بينهم نساء وأطفال، يبرز السؤال الأهم من يقف وراء هذا التفجير ومن المستفيد بالدرجة الأولى؟

واضح أن المعارضة لا يمكن أن تقف وراء هذا التفجير كون أغلب الضحايا من مقاتلي المعارضة الذين أخذوا على عاتقهم حماية الحافلات وتأمين خروجهم باتجاه مناطق سيطرة النظام في حلب.

أما أن يكون النظام هو الذي يقف وراء تفجير المفخخة فللوهلة الأولى قد يتوقف المرء في توجيه أصابع الاتهام له، كون عدد كبير من الضحايا هم من أهالي بلدتي كفريا والفوعة المواليتين له ومن عوائل المقاتلين من المليشيات الشيعية التي تقف قلباً وقالباً مع النظام وحلفائه في القتال الدائر مع قوات المعارضة.

أما الاحتمال الثالث أن يكون وراء التفجير تنظيم الدولة والذي له تاريخ سابق في استهداف مقاتلي المعارضة من الذين حكم عليهم بالردة بكافة أطيافهم وتوجهاتهم كتحرير الشام وأحرار الشام أو فصائل الجيش الحر، إلا أنه حتى الآن لم يقم التنظيم بتبني التفجير ما يجعله مبدئياً خارج دائرة الاحتمالات.

ومن خلال تتبع مجريات الأحداث فإنه يترجح حتى الآن ضلوع النظام في التفجير حيث أكد ناشطون أن سيارة يفترض أنها محملة بالمواد الغذائية قد دخلت من جهة كراجات الراموسة التي تقع تحت سيطرة قوات النظام، باتجاه تجمع الحافلات في منطقة الراشدين وقد أدخلها مقاتلو المعارضة بدون تفتيش كونهم لم يتوقعوا أن يقوم النظام بإيذاء من هم في صفه وموالون له!

وقد أكدت صفحة “دمشق الآن” الموالية للنظام على الفيس بوك هذه المعلومات فأوردت خبراً بإدخال السيارة قبل ساعتين من وقوع التفجير، قالت فيه “برعاية اللجنة الصحية وبالتعاون مع الهلال الاحمر تم إدخال طعام وأغذية لأطفال كفريا والفوعة العالقين لدى المسلحين بمنطقة الراشدين في حلب”، وبعد حصول التفجير أكدت الصفحة نفسها ما يلي: “السيارة المفخخة التي انفجرت قرب تجمع أهالي كفريا والفوعة في الراشدين كانت محملة بمواد غذائية للأطفال”.

وبعد حوالي ساعة من نشر المنشور الثاني عمدت الصفحة إلى حذفه وأنزلت الخبر بعد تعديله بشكل متعمد بقولها: “الشاحنة التي فجرها الانتحاري (كان يفترض) أن تكون محملة بالمواد الغذائية”.

ويعتبر ما أوردته صفحة “دمشق الآن” دليلاً قاطعاً على الإدانة وخاصة بعد حذف المنشور الثاني وايراد منشور يراد من خلاله تحريف الحقيقة وتبرئة النظام من هذه الجريمة النكراء.

هذا وقد أفاد ناشطون ببدء عملية تبادل الحافلات غرب حلب بعد ساعات من التفجير حيث بدأت 5 حافلات تحمل مهجري بلدتي مضايا والزبداني بالتحرك خارج كراجات الراموسة لتتحرك حافلات مماثلة تحمل أهالي كفريا والفوعة باتجاه مدينة حلب، من أجل تطبيق الاتفاق المبرم بين فصائل جيش الفتح والجانب الإيراني وهو ما بات يعرف باتفاق المدن الأربعة.

وفي الختام قد يفاجئنا تنظيم الدولة من جديد فيعمل على إنقاذ النظام من التهمة التي وجهت إليه ويتبنى عملية تفجير المفخخة فقد عُرف التنظيم بشغفه بتبني عمليات التفجير في العديد من أنحاء العالم كونها تستهدف من يصنفهم أعداءً له ولو كانوا من المدنيين الأبرياء.

أضف تعليق