أعلن القائد العام لجبهة النصرة “أبو محمد الجولاني” في لقاء متلفز هو الثاني له على قناة الجزيرة القطرية، أعلن أن المناطق التي تم تحريرها مؤخراً في ريف إدلب هي خطوط الدفاع الأمامية لمناطق الساحل السوري، وأكد الجولاني على مسؤولية الطائفة العلوية عن أغلب المجازر والجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري، كما حمّل بشار الأسد مسؤولية الدفع بالطائفة نحو الهلاك في سبيل بقاءه رئيساً للبلاد.
وبحسب “الجولاني” فإن إسقاط النظام السوري يكون من دمشق وليس من الساحل، وفي الوقت نفسه فقد وجه زعيم النصرة (نداء) لعلويي سوريا أعطاهم بموجبه الأمان مقابل تخليهم عن (الشرك) ودعم النظام، وبالنسبة لطائفة الموحدين الدروز فقد صرح “الجولاني ” بأن جبهة النصرة قد أرسلت لهم من يصحح لهم دينهم على حد تعبيره، وأكد الجولاني بأن جبهة النصرة والفصائل المشاركة في جيش الفتح لم تصادر أراضي وأملاك الدروز في الشمال السوري.
كما أعطى “الجولاني” الأمان لكل من يتخلى عن النظام السوري ويرمي سلاحه مهما كانت الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
وبالنسبة للمسيحيين “النصارى” فقد أكد الجولاني بأن جبهة النصرة لاتقاتل إلا من يقاتلها، ونفى أن تكون جبهة النصرة قد “كفّرت” أية فئة بعينها.
وعن الدعم الخارجي وربط التقارب السعودي التركي بالتقدم الذي أحرزته فصائل جيش الفتح في الشمال السوري، فقد أكد الجولاني بأن جبهة النصرة لم تتلق أي دعم من دول الخارج ولاعلاقات بينها وبين أي أجهزة استخبارات، ولكن جبهة النصرة تتلقى الدعم من (تبرعات المسلمين )خارج سوريا، بالإضافة للأسلحة والذخائر التي تكسبها النصرة من قوات النظام في المعارك وبعض المشاريع التجارية في المناطق المحررة.
ونفى “الجولاني” صحة الادعاءات الأمريكية حول جماعة “خراسان” التي أعلنت عنها الولايات المتحدة بالتزامن مع استهداف مقرات جبهة النصرة إبّان الحملة الجوية على تنظيم الدولة في سوريا والعراق.
وفي تطور ملحوظ فقد أكد الجولاني بأن “أيمن الظواهري” زعيم تنظيم القاعدة قد وجّه بعدم استخدام سوريا كقاعدة لبناء الهجمات ضد دول العالم، ولكنه أبقى الخيارات مفتوحة ضد الولايات المتحدة في حال استمر استهداف مقراتها.
وكرر الجولاني موقف النصرة الرافض للحلول السياسية التي تدعو لها الدول المعنية بالملف السوري للمرة الثانية حيث كان قد ذكر ذلك في مقابلته السابقة مع قناة الجزيرة أيضاً.
أما عن الموقف من حزب الله اللبناني فقدأشار زعيم النصرة أن لارتباط الحزب بنظام الأسد “ارتباطاً مصيرياً” حيث أن سقوط النظام سيؤدي حتماً لانكفاء حزب الله في الجنوب اللبناني على حد قوله، كما دعا الجولاني الأطراف اللبنانية جميعاً لمساعدة الشعب السوري وأنفسهم بالتخلص من حزب الله الذي سلمه نظام الأسد مصير لبنان قبل انسحابه.
وعن معركة القلمون فقد أكد “أبو محمد” على أهمية المنطقة لمحاذاتها لمناطق شيعية لبنانية بالإضافة لكون القلمون أحد “أبواب” دمشق في المعركة التي ستنهي النظام السوري “قريباً” على حد تعبيره وفي إشارة مختصرة لخصمه اللدود قال الزعيم الشاب لتنظيم القاعدة في سوريا في مقابلته بأن تنظيم الدولة يقاتل جبهة النصرة في القلمون بالرغم من المعركة الجارية بين النصرة من جهة والنظام السوري وحزب الله من جهة أخرى.