أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه أكد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قتل المدنيين في سوريا هو جريمة، ولا يتعين فقط رفض قتلهم بالسلاح الكيماوي واصفاً دول أوروبا بأنها كاذبة وغير ديمقراطية ولم تف بالتزاماتها تجاه اللاجئين في حين أن تركيا أنفقت 25 مليار دولار عليهم على حد قوله.
وقال أردوغان في مقابلة تلفويونية مع قناة الجزيرة القطرية بثت اليوم الأربعاء 19 نيسان/أبريل 2017 :” إن قتل المدنيين في سوريا بالأسلحة الكيماوية جريمة كبرى ولكن يجب ألا ننسى أن هناك مئات الآلاف قتلوا بالأسلحة التقليدية” مضيفاً أن سوريا تشهد “عملية تقسيم تتم في هذه الأثناء على أساس مذهبي وعرقي” لافتاً إلى أن “تركيا لا تريد تملك قطعة أرض واحدة في سوريا بل سعت إلى تطهير بعض المناطق من تنظيم الدولة الإرهابي فقط”.
واستطرد أردوغان قائلاً :”تركيا قدمت 25 مليار دولار للاجئين، بينما لم تف دول أوروبا بوعدها ولم تعط ما كانت وعدت به من أجلهم” واصفاً الدول الأوروبية بأنها “كاذبة وليست ديمقراطية”.
وتوجه أردوغان إلى تلك الدول الأوروبية متسائلاً:”لماذا ترفض دخول تركيا إلى الاتحاد منذ أكثر من 50 عاماً، وتغلق أبوابها اليوم بوجه اللاجئين؟”.
وعن اتهامات عدد من الدول الأوروبية له أنه يمارس الديكتاتورية على شعبه علق بقوله:” إن الديكتاتور لا يخرج من صناديق الاقتراع وإنما يأتي بطرق مختلفة جداً كالانقلاب العسكري” مبيناً أن” 70% من المواطنين الأتراك في هولندا صوتوا لصالح “نعم” في الاستفتاء على التعديلات الدستورية لأن الإكراه لا يمكن أن يؤتي أكله” مضيفاً ” أما في ألمانيا صوّت 63% من أبناء الجالية التركية لصالح التعديلات الدستورية رغم ما مورس ضدهم من قبل السلطات الألمانية”.
وأوضح أردوغان أن “أوروبا أرسلت إلى تركيا إرهابياً ليشارك في عملية مراقبة التصويت على الاستفتاء” عارضاً على الهواء الصور التي تكشف الإرهابي الذي تحدث عنه الرئيس التركي مشيراً إلى أن “دول أوروبا أصيبت بالجنون بعد أن مرّت التعديلات الدستورية، وقد تضايقت ألمانيا والنمسا وهولندا وغيرها”.
وخاطب الأوروبيين قائلاً:” من أنتم حتى تهددونا؟ ما الذي فعلتموه ضد منظمة غولن الإرهابية؟ لماذا تقدم ألمانيا الدعم لكل من يهرب من تركيا؟ متسائلاً: “لماذا تسمح أوروبا بأن نكون حلفاء معهم في الناتو ولا تسمح لنا بأن نكون حلفاء في إطار الاتحاد الأوروبي؟ دول أوروبا ملّة واحدة، ولذلك ذهبوا إلى الفاتيكان واجتمعوا في حضرة بابا الفاتيكان”.
وفيما يتعلق بالدور الإيراني في المنطقة قال أردوغان:”نتحادث مع إيران ونتزاور لكننا لا نحصل على نتيجة جيدة عادلة، فلديهم حساباتهم بالنسبة للعراق وسوريا واليمن ولبنان وللأسف هناك دول تحاول تقاسم الأراضي السورية”.
وشدد الرئيس التركي على عدم السماح لصالح أي دولة “باجتثاث مناطق من سوريا” منوهاً إلى أن “إيران تريد أن تتغلغل في بعض المناطق لتشكيل قوة فارسية، وهذا أمر يجعل إيران دولة معزولة” وأن أفعالها “تؤلم بلاده“.
ولفت أردوغان إلى أن بلاده لا تريد لإيران أن تكون مُحاربة من قبل العالم الإسلامي قائلاً:” علينا أن نتعاون ونتكاتف، لكن يجب أن نضع المذهبية جانبًا نحن مسلمون جميعا، ويجب أن يكون لدينا مبدأ واحد ( إن الدين عند الله الإسلام) وليست القومية والمذاهب”.
وأشار الرئيس التركي إلى أنه “بعد إعلان النتائج الرسمية للاستفتاء سيكون بوسعه العودة إلى حزبه الذي أسسته العدالة والتنمية” معتبراً أن “عودته لحزب العدالة والتنمية ستزيده قوة وستزيد الحزب قوة أيضاً”.
وعبر الرئيس التركي عن اهتمامه “بما يريده الشعب التركي فقط، ولا يهمه ما يقوله المسؤولون في دول أوروبا “بما يتعلق بقانون الإعدام” فقال:” إذا أراد الشعب التركي إرجاع عقوبة الإعدام، لا مشكلة لدينا في ذلك، ولا مشكلة أيضاً مع رفض الاتحاد الأوروبي لذلك”.
وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الاستفتاء الشعبي في تركيا أظهرت يوم الأحد 16 نيسان الجاري قبول التعديلات الدستورية والتي تتضمن الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي حيث بلغ مجموع المصوتين بـ”نعم” في الاستفتاء 24 مليوناً و763 ألفاً و516 والمصوتين بـ ”لا” 23 مليوناً و511 ألفاً و155 شخصاً بحسب اللجنة العليا للانتخابات في تركيا.