سعدى.. لاجئة سورية في لبنان، عمرها مائة عام وعامين

اليوم تعيش بعيداً عن منزلها في سوريا، وتحيط بها عائلتها وجيرانها في سهل البقاع في لبنان..
تقول سعدى: لولا مساعدة المفوضية، لمتنا جميعاً من الجوع هنا. ولكن الطعام ليس الحاجة الوحيدة للإنسان، فهو يحتاج إلى التواصل مع أشخاص آخرين ليشعر أنه ما زال إنساناً وأنه ليس مجرد رقم أو مخلوق لا قيمة له “.
خسرت سعدى الكثير في حياتها التي تخطت المئة بعامين
توفيّ سبعة من أولادها العشرة، كما فقدت زوجها، وبعدهم فقدت منزلها الذي هدمه القصف الوحشي الذي مارسته قوات النظام على القرية..
ومع ذلك هي اليوم متماسكة وصابرة على ما حل بها طوال عمرها المديد
لم يمنعها كل ذلك من استعادة ذكريات الأيام الجميلة التي قضتها في سوريا.
تقول سعدى: كنّا نستيقظ قبل طلوع الفجر، ونذهب للعمل في الحقول، وفي نهاية اليوم، كان التعب يرهق جسدي ونفسي، فأغفو على ظهر الحمار في الطريق إلى المنزل “.
في البداية، ترددت سعدى في المغادرة. فقد صعب عليها ترك منزلها، وحتى عندما بدأ القصف، استمرت ببساطة باتّباع حياتها اليومية.
فيما بعد نجح حفيدها في إقناعها بالفرار، فالحياة في القرية لم تعد تطاق، والخطر كبير على الجميع، والموت يحصد الأرواح يوماً بعد يوم..
كانت تخشى أن تموت في بلاد الغربة وتدفن بعيداً في ترابٍ غير تراب بلدها..
لكن حفيدها وعدها بأن يعيد جثمانها إلى سوريا ويدفنها بالقرب من زوجها وأولادها السبعة وأخيها، عندما تحين الساعة الموعودة..

أضف تعليق