اللاجئون السوريون في “الريحانية” التركية بين الحاجة و إهمال المعنيين

الحرب في سوريا و مع بدء عامها الخامس أجبرت الملايين من السوريين على اللجوء أو النزوح مرة على الأقل هربًا من بطش النظام و آلة حربه التي خلفت الدمار و الموت و جعلت الشعب السوري يفتقد إلى أدنى مقومات الحياة.

و بطبيعة الحال فإن الدول ذات الحدود المشتركة مع سوريا، كانت الوجهة الأولى للاجئين، و حسب إحصائيات الأمم المتحدة فإن نحو مليون و 200 ألف لاجئ يتواجدون في مخيمات لبنان، بينما يتواجد نحو 650 ألفًا في مخيمات الأردن و مليون و 800 ألف لاجئ ينتشرون في المخيمات التركية.

“مرآة سوريا” زارت ” أبو رعد” ( 50 عامًا) أحد أبناء مدينة “حمص” وسط سوريا، لديه أربع أولاد، قصد مدينة “الريحانية” التركية، بعد أن تعرض لإصابة سببت له إعاقة وظيفية في الذراع، و لا يختلف حاله عن حال معظم اللاجئين السوريين في تركيا.

تحدث “أبو رعد” عن المشقة في الحصول على مسكن، وقال: “أقمت مع أحد أصدقائي في سقيفة إحدى المحلات، وقبل ثلاثة أشهر تقريباً تكفّل أحدهم باستقدام عائلتي فاضطررت لاقتراض مبلغ 500 ليرة تركية كي أتمكن من استئجار غرفتين صغيرتين أستطيع أن آوي زوجتي و أولادي فيهما”.

و مع انقطاع الدعم الشحيح أساسًا عن اللاجئين السوريين، فإن اللاجئ مضطر للعمل كي يأمن لقمة عيشه، إلا انه يصطدم بالكثير من المشاكل أثناء بحثه عن عمل، في مقدمتها اللغة و إذن العمل، لكن “أبو رعد” مع إصابته التي تحتاج إلى عمل جراحي و استبدال مفصل اليد يقف عاجزًا، و يضطر إلى أن يرسل أحد أبنائه كي يبحث عن عمل يسد رمق عائلته التي تضم أبًا و أخًا مصابين و أخوين من ذوي الاحتياجات الخاصّة، مع كل ما يحتاجونه من أدوية و مستلزمات طبية أخرى.

و يقول أبو رعد حول مستقبل عائلته الذي يتوقف عند حدود تأمين المسكن:” بقائي في هاتين الغرفتين المكشوفتين مسألة وقت، و لا أعرف ماذا سأفعل حين تنتهي فترة الإيجار، وخصوصًا أنني لم أحصل على أي مساعدة من أي طرف سواء كان الإئتلاف الوطني أو الحكومة المؤقتة، إلا مبالغ قليلة يقدمها أصحاب الخير”.
و طالب “أبو رعد” المسؤولين في الحكومة المؤقتة و من يتكلم باسم الشعب السوري بتنفيذ مشاريع تؤمن فرص عمل كريمة لأولئك الذين يعانون ظروفًا معيشية و حياتية قاسية.

يذكر أن “الريحانية” تعد من أكثر المدن التركية التي تضم أكبر عدد من متضرري الحرب السورية و المصابين بإصابات البتر و الاستئصال و ما يعادلها من الإصابات التي سببت إعاقات كاملة أو جزئية.

أضف تعليق