حي تشرين يعيش أوضاعاً مأساوية قاسية إثر الحصار الخانق والقصف العنيف غير المسبوق

تعاني الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق من حصار خانق وتضييق كبير من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية لها منذ نحو شهرين مستخدمة كافة أنواع الأسلحة والقذائف بدعم جوي مكثف بغية إخضاع الأحياء الخارجة عن سيطرته لاتفاقات تهجير تفضي لإبعادهم عن مناطقهم واقتلاعهم من بيوتهم وهذا ما تم التوصل إليه بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة يوم أمس الأحد.

وقد شهد حي تشرين كغيره من أحياء دمشق الشرقية كالقابون وبرزة حملات تضييق ممنهجة من قبل قوات النظام بدأت بالحصار الخانق والقصف المستمر بشتى أنواع الأسلحة والقذائف مروراً بأوضاع إنسانية قاسية طالت المدنيين من أبناء الحي وخاصة المرضى ما أدى لتفاقم الأزمة الغذائية والطبية فانتهت بقبول الفصائل في الحي الخروج باتجاه الشمال السوري بعد العديد من الاتفاقيات المماثلة التي أبرمتها قوات النظام في أحياء ومناطق الريف الدمشقي.

وأكد الناشط الإعلامي ستار الدمشقي في تصريح خاص لموقع مرآة سوريا اليوم الاثنين 8 أيار/مايو 2017 أن :”حي تشرين يعيش أوضاعاً مأساوية صعبة نتيجة حملة التصعيد العسكري الكبيرة التي بدأت من قرابة الشهرين وأصبحت طائرات النظام تدك الأحياء السكنية ومنازل المدنيين التي باتت فارغة من سكانها بعد نزوح الأهالي منها باتجاه المناطق الأقل قصفاً” منوهاً إلى أنه “أصيب بإحدى غارات الطيران على الحي أثناء التغطية الإعلامية للقصف الذي طال الحي وتجمعاته السكنية”.

وأضاف الدمشقي قائلاً:”كان لحي تشرين النصيب الأكبر من الغارات الجوية والقذائف المدفعية فقد تعرض حي تشرين لأكثر من 2500 صاروخ أرض أرض قصير المدى نوع فيل وأكثر من 100 غارة جوية وآلاف قذائف المدفعية الثقيلة والهاون ما خلف دماراً كبيراً إلى أن أصبح أكثر من 85% من الحي ركاماً وغير صالح للعيش البشري”.

وأشار الدمشقي إلى أن الهدف من حملة قوات النظام العسكرية هو “فصل الأحياء الشرقية بدمشق عن بعضها محاولاً الدخول بالمنتصف كي ينفرد بكل حي على حدا”

واستطاعت قوات النظام مدعومة بالدبابات والمدرعات وعربات شيلكا وبلدوزر مصفح وتركس مصفح وكاسحة ألغام روسية UR-77 التي ترمي حبال TNT شديدة الانفجار التقدم في بساتين برزة إثر معارك ضارية تصدى خلالها مقاتلو المعارضة للكثير من المحاولات الهجومية التي باءت بالفشل ولكن شدة الضربات غير المسبوقة مكنت قوات النظام من فرض اتفاق المصالحة الذي يقضي بتهجير أهالي ومقاتلي المعارضة في أحياء تشرين وبرزة والقابون إلى مدينتي إدلب وجرابلس بحسب الناشط الإعلامي ستار الدمشقي.

وأوضح الناشط الإعلامي أن مقاتلي المعارضة تصدوا لهجمات قوات النظام المدعومة بالميليشيات الموالية لها واستطاعوا الصمود الأسطوري ووقوفهم في مواجهة كافة أنواع الأسلحة رغم عدم توفر الأسلحة الثقيلة الكافية واستخدامهم أسلحة خفيفة في صد الهجمات التي استهدفت المدنيين في المنطقة.

ولفت الدمشقي إلى أن قوات النظام تكبدت خسائر بشرية وعسكرية كبيرة حيث تم تدمير أكثر من 9 آليات وأكثر من 200 قتيل خلال المعارك مع مقاتلي المعارضة بينما سقط على إثر القصف العنيف بصواريخ الفيل حوالي 32 مدنياً وأكثر من 90 جريحاً.

وكانت فصائل المعارضة السورية في حي برزة شمال شرق العاصمة دمشق توصلت لاتفاق مع قوات النظام برعاية روسية لتهجير أهالي ومقاتلي الحي باتجاه مناطق الشمال السوري.

ويأتي هذا التهجير ضمن سياسة النظام في التغيير الديموغرافي الذي انتهجه في عدة محافظات مثل حمص وريف دمشق وحلب حصار خانق وقصف عنيف مكثف أجبرهم على هجران منازلهم وتوقيع اتفاقات التهجير الممنهجة.

والجدير بالذكر أن حي تشرين يتوسط الأحياء الشرقية بدمشق بين برزة والقابون وحرستا الغربية فهو صلة الوصل بينها جميعاً وبين الغوطة الشرقية ويقدر عدد سكانه حوالي 35 ألف نسمة.