فجرت أحداث ريف حلب الأخيرة وهجوم تنظيم الدولة على مواقع المعارضة فيها حرباً من نوع آخر بين شيوخ وعلماء السلفية الجهادية.
فبعد بيان مجموعة من علماء التيار أفتى بوجوب “دفع صيال” تنظيم الدولة أي رد اعتدائهم، أثارت تسمية البيان لجنود تنظيم الدولة بـ”البغداديين” سجالاً بين رموز ذلك التيار.
فقد رفض أبو ماريا القحطاني الشرعي السابق لجبهة النصرة تلك التسمية، سانده في ذلك كل من هاني السباعي وهو مصري من أنصار تنظيم القاعدة مقيم في بريطانيا وزميله طارق عبد الحليم المقيم في كندا، حيث رفضوا تسمية “البغداديين” مقترحين تسمية أنصار التنظيم بـ “العوادية” نسبة إلى والد أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم “عواد البدري”
وقد رفض جمع كبير من متابعي التيار تلك الأسماء كلها مصرين على
تسمية أتباع تنظيم الدولة بـ “الخوارج”
وتأتي أهمية التسمية لدى أتباع التيار السلفي الجهادي بما يترتب على تلك التسمية من تبعات، فتسميتهم بـ”الخوارج” يعني قتالهم حتى استئصالهم بالكامل ودون ابتداء منهم بالقتال، في حين أن تسميتهم بـ”البغداديين” يعني أنهم كغيرهم من الجماعات المقاتلة رغم ما يصدر عنهم من تكفير وقتل لكل الجماعات.
وفي سياق آخر أثيرت نقاشات حول تسمية عناصر تنظيم الدولة الذين يفجرون أنفسهم في بقية الجماعات، ففي حين رفض بعض السلفيين تسميتهم بـ”الانتحاريين” كما أطلق عليهم أنصار جبهة النصرة خصوصاً، فقد حسّن أبو محمد المقدسي أحد أهم منظري التيار تسميتهم بـ”الإستجحاشيين” كحل وسط بين تسمية “الانتحاري” و “الاستشهادي”.
قد لا يعطي مراقب مستقل أهمية كبيرة لحرب المصطلحات خصوصاً في ظل الأحداث الجسيمة التي تشهدها كل من سوريا والعراق، لكن هذه المصطلحات تشكل دافعاً قوياً للقتال أو عدمه لدى متبعي التيار السلفي الجهادي والذين يشكلون السواد الأعظم من مقاتلي كل من تنظيم الدولة وجبهة النصرة على وجه التحديد.