أحياء الرقة الغربية تغمرها المياه وسط تحذيرات من انعكاساتها الإنسانية والصحية

يوماً بعد يوم تزداد المأساة الإنسانية في الرقة سوءاً ويقع المدنيون في مرمى القصف العشوائي من طائرات التحالف الدولي التي لا ترحم المدنيين الآمنين في بيوتهم من جهة ومن نيران الاشتباكات الحامية الوطيس بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الاثنين 15 أيار/مايو 2017 أنباء مفادها أن عدداً من الأحياء الغربية لمدينة الرقة تعرضت للغرق وهي مهددة بكارثة إنسانية وتضاربت الأنباء حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراء غمر المياه الكثيفة لعدد من أحياء غرب مدينة الرقة.

وقال ناشطون إن طائرة تابعة للتحالف الدولي قصفت قناة الفروسية ما تسبب بتدفق المياه بشكل كبير إلى عدد من الأحياء في المدينة من الجهة الغربية.

بينما رجح الناشط المهندس هديب شحادة أن يكون “سبب غرق أحياء كثيرة من المدينة بكميات هائلة من المياه هو انهيار سدة ترابية أنشأها تنظيم الدولة منذ قرابة الشهر غربي مدينة الرقة بهدف حجز المياه المتدفقة عبر قناة البليخ إلى المدينة ما أدى لغمر عدة أحياء سكنية غرب المدينة بحسب معلومات حصل عليها”.

وأضاف شحادة بأن الأحياء المغمورة بالمياه هي “الرومانية والسباهية ومفرق الجزرة والدرعية ومساكن الحوض ومساكن الادخار ومنطقة جامع النور وأجزاء من حي المرور” .

وأوضح شحادة في حديث خاص لموقع مرآة سوريا اليوم الاثنين بأن “المياه لا زالت تتدفق بغزارة ضمن كارثة حقيقية في ظل استمرار القتال وعدم قدرة أي جهة على إيقاف هذا القتال لمعرفة أسباب غمر المياه والسماح بإجراء أعمال الصيانة الفنية اللازمة إن كان من السدة أو من القناة وتلافي وقوع كارثة نتيجة استمرار تدفق المياه”.

وحذر المهندس شحادة من خطورة المشكلة القائمة وإنشاء هذه السدة الترابية الذي نجم عنها “حجز وتراكم المياه بكميات كبيرة ما أدى لتلوث هذه المياه مع مرور الوقت وتغير لونها مما ينذر بخطر آخر على الصعيد الصحي بسبب المياه الملوثة التي غمرت أحياء المدينة وهذا ينذر بأمراض وأوبئة كثيرة قد تصيب الأهالي”.

ولفت م. شحادة إلى أن “مناطق جديدة مرشحة للغمر بالمياه في حال لم تتم معالجة الأمر من الناحية الفنية” مشيراً إلى “ضعف التواصل مع الداخل في المدينة وعدم معرفة تفاصيل ما يجري داخلها بسبب انقطاع شبكة الإنترنت” مشبهاً “الرقة بالسجن المغلق”.

وتواصل طائرات التحالف الدولي ارتكاب المجازر بحق المدنيين من أبناء ريفي الرقة ودير الزور حيث ارتكبت أمس الأحد مجزرة في بلدة العكيرشي شرق الرقة بعد استهدافها لعدد من السيارات التي تقل عمالاً من الأراضي الزراعية على الطريق العام للبلدة ما أسفر عن سقوط 22 قتيلاً جلهم نساء إضافة إلى إصابة أكثر من 8 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

كما قتلت طائرة تابعة للتحالف الدولي قتل يوم أمس الأحد تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 23 مدنياً بجروح إثر غارات جوية على مخيم للنازحين في قرية شنينة بريف الرقة الشمالي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المنطقة بين قوات قسد وتنظيم الدولة.

 

أضف تعليق