لأول مرة منذ سنوات يأتي شهر رمضان على السوريون وهم لا يتعرضون للقصف من الطيران أو الصواريخ التي مصدرها قوات النظام وذلك بعد تطبيق اتفاق تخفيض التصعيد في مناطق سيطرة المعارضة وفق مقررات أستانة بداية أيار/ مايو الحالي.
وقد كان لمراسل مرآة سوريا جولة في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، عايش خلالها الأجواء الرمضانية في المدينة التي كانت من المدن المستهدفة من قبل الطيران والصواريخ من نوع أرض أرض التي كانت تنهال عليها بشكل شبه يومي.
لكن الملاحظ في أول أيام شهر رمضان حسب مراسلنا إقبال الأهالي في المدينة على سوقها الكبير أو ما يُعرف بالبازار الشعبي حيث يجد الناس ما تحتاجه السفرة الرمضانية من مأكولات ومشروبات فمن الفتة الرمضانية إلى المعجنات والحلويات بأنواعها فكلها متوفرة وبأسعار مناسبة.
أما بائعو السوس والتمر هندي فلوحظ انتشارهم في السوق حيث يتوافد عليهم الناس بكثافة لشراء المشروبات الرمضانية التقليدية التي لا يمكن الاستغناء عنها في الأجواء الصيفية الحارة.
كما يجد أهالي دارة عزة الفواكه والخضروات الصيفية المكملة للسفرة الرمضانية والتي تتوفر بأسعار مقبولة بالنسبة للمواطن ذو الدخل المحدود.
عبد الكريم تيت نازح من بيانون إلى دارة عزة يقول: ” الحمد لله أجواء رمضان جيدة ولا يوجد قصف وأسعار المواد الغذائية مقبولة ولكن نواجه مشكلة في غلاء آجارات البيوت في دارة عزة وذلك بعد أن أصبحت المدينة آمنة وأتمنى أن أعود إلى بلدتي بيانون قريباً ولكن لا أستطيع فهي الآن منطقة عسكرية مع قوات النظام”.
أما محمد توفيق وهو من أهالي دارة عزة ويعمل كعامل فيقول:” الأسعار انخفضت وخاصة الخضروات والسكر، ولكن أنا كعامل دخلي اليومي 2000 ليرة فهو لا يكفينا تبقى الأسعار بالنسبة لي مرتفعة ولا تتناسب مع دخل المواطن السوري”
يذكر أن اتفاق “تخفيض التصعيد” تم التوصل إليه بداية شهر أيار/ مايو الحالي في اجتماعات أستانة 4 بموافقة الدول الضامنة لتنفيذه وهي روسيا وتركيا وإيران، ونصت مذكرة الاتفاق على تحديد أربع مناطق خالية من الاشتباكات تشمل محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحماة وحلب المجاورة، وبعض المناطق شمالي محافظة حمص والغوطة الشرقية بريف دمشق، ومحافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا، مع استثناء العمليات العسكرية ضد جبهة النصرة والجماعات المصنفة إرهابية من قبل الدول الضامنة في تلك المناطق. كما يستثني الاتفاق محافظتي دير الزور والرقة اللتين ينتشر فيهما تنظيم الدولة.