من يقف وراء تفجيرات إدلب؟ و من هو المستفيد الأكبر منها؟

كثرت في الآونة الأخيرة التفجيرات التي تتم بواسطة سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، و ارتفع عددها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المنصرم، ما أثار تساؤلات عديدة حول هوية منفذها و الجهة التي تقف وراءها.

المتتبع لمجريات الأحداث وطبيعة تموضع السيارات المفخخة والعبوات يرى أن هذه التفجيرات تتم وفق عمل منظم خارج نطاق الأعمال الفردية، و كان هدف التفجيرات الأخيرة إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين وذلك مع ازدحام الأسواق في الأيام الأخيرة من رمضان.

وقد ضربت ثلاثة تفجيرات بلدة الدانا المكتظة بالسكان، حيث يصل عدد القاطنين فيها إلى نحو 200 ألف مدني، و قتل حوالي 10 أشخاص وجرح العشرات بهذه التفجيرات، ما يدل على نية مقصودة لاستهداف المدنيين وليس مقرات الفصائل أو شخصيات معارضة.

من هو المستفيد الأكبر من هذه التفجيرات؟

من الممكن أن يقف وراء هذه التفجيرات تنظيم الدولة الذي اعتاد أن يستهدف مؤسسات الثورة أو مقرات وحواجز عسكرية لفصائل المعارضة، والذي يسفر عن سقوط مدنيين في غالب الأمر.

كما تشير أصابع الاتهام إلى النظام الذي من الممكن أن يستفيد من تلك التفجيرات هو وحلفاؤه الذين كانوا يمارسون القتل من الجو أو من الأرض بالصواريخ الباليستية الموجهة، ولكن بعد اتفاقية تخفيض التصعيد توقفت العمليات الجوية، و قد يكونوا تحولوا إلى المفخخات والعبوات الناسفة التي تفتك بالمدنيين حالها كحال الغارات الجوية و قذائف المدفعية.

ويرى مراقبون أن هذه التفجيرات قد تستثمر كتبرير لدخول قوات فصل وحفظ أمن إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة، ويتم التركيز على إدلب كونها تحوي خزاناً بشرياً هائلاً من مقاتلي المعارضة و عائلاتهم.

وتم الحديث مؤخراً عن دخول قوات تركية روسية مشتركة إلى محافظة إدلب و مناطق ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية، حيث من المفترض أن يتمركز 2000 عنصر أمن تركي كقوات فصل على الجبهات من جهة المعارضة وعناصر من الجيش الروسي في المنطقة المقابلة لهذه الجبهات في مناطق سيطرة النظام، كما تناقلته وسائل إعلام مختلفة.

وسيتم مناقشة تفاصيل دخول قوات تركية روسية مشتركة إلى إدلب ضمن جولة المباحثات الخامسة في أستانا يومي الرابع والخامس من شهر تموز/يوليو المقبل، بحسب شخصيات مشاركة في الاجتماع.

أضف تعليق