بعد توقف القصف .. كيف مر هذا العيد على السوريين؟

انقضى عيد الفطر هذا العام بسلام بعيداً عن القصف والسيارات المفخخة في مساحات كبيرة من المناطق المحررة، حيث عملت الشرطة الحرة وفصائل المعارضة على ضبط الأمن وحماية الحدائق والأماكن المخصصة للألعاب بكل الوسائل المتاحة وخاصة في محافظة إدلب التي أصبحت تغص بالمهجرين من كافة المناطق السورية.

وقال مراسلنا في إدلب إن أهالي إدلب عاشوا فرحة العيد متجاهلين الألم الذي مر عليهم أواخر شهر رمضان وخاصة مدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي والتي شهدت تفجيرين راح ضحيتهما أكثر من 10 قتلى وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء.

وأفاد عبد الرزاق كنجو مدير المكتب الإعلامي لشرطة الدانا الحرة لمرآة سوريا، إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية من قبل الشرطة الحرة وفصائل مدينة الدانا وتفتيش السيارات الداخلة للمدينة والخارجة منها لمنع دخول أي مفخخات جديدة إلى المدينة، كما تم حماية الأماكن المخصصة لألعاب الأطفال ومنع دخول الآليات لتلك المناطق ووضع حواجز حتى ساعات متأخرة من الليل، والحمد لله تجاوزنا فترة العيد بسلام.

وقال محمد من مدينة الدانا: “خشينا أول أيام العيد من وقوع تفجيرات جديدة ولم نخرج الأطفال للعلب في مدينة الألعاب، ولكن عندما شاهدنا التشديدات الأمنية من قبل المسؤولين، اطمأنينا للأوضاع فاصطحبنا أطفالنا إلى المساحة المخصصة لألعاب العيد وسط المدينة، وكنا نرجع إلى منازلنا في ساعات متأخرة من الليل، والحمد لله مر العيد بدون أي مشاكل”.

أما فارس الذي يسكن في مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي، بعد خروجه قسراً من مدينة حلب، فيقول:” هذا أول عيد لي خارج مدينتي حلب، أشعر بالمرارة والأسى ولكن حاولنا أن نفرح بالعيد فهذا عيد المسلمين، أتمنى أن أعود إلى مدينتي وحارتي قريباً”.

هذا هو الحال في العديد من مناطق الشمال السوري المحرر، كمنطقة اعزاز امتداداً إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي، وكذلك في ريفي حلب الغربي والجنوبي، وكامل محافظة إدلب بالإضافة إلى ريف حمص الشمالي، إلا أن الأمر مختلف في درعا وريفها جنوب سوريا التي تتعرض لهجمة شرسة من قبل النظام وتتعرض مناطقها للقصف رغم دخولها في اتفاق تخفيض التصعيد.

وكذلك مناطق سيطرة تنظيم الدولة فإن القصف لم يتوقف فيها خلال فترة العيد موقعاً عشرات المدنيين بين قتيل وجريح نتيجة قصف طيران التحالف الدولي.

إذن هو العيد الأول منذ سنوات الذي يمر على السوريين دون قصف واستهداف بالطيران، حيث بدأت ساعات العيد الأولى بزيارة المقابر، وحضور خطبة العيد وأداء الصلوات ثم تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب.

يذكر أن كل من روسيا وتركيا وإيران وقعت في ختام محادثات أستانة في الرابع من أيار الماضي على مذكرة تفاهم بإنشاء مناطق تخفيف التوتر في عدة مناطق من سوريا، كان من أثر الاتفاق توقف القصف بشكل فعلي عن كثير من المناطق المحررة أبرزها محافظة إدلب وهذا خلافاً للاتفاقات السابقة والتي لم يكن لها أثر يذكر على الأرض وباءت جميعها بالفشل.

 

أضف تعليق