محمد ناصيف خير بيك، مهندس إعداد “الأسدين”، يرحل بصمت في مشفى الشامي بدمشق

نعت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد اليوم الأحد اللواء “محمد ناصيف خير بيك” معاون نائب رئيس الجمهورية.

و يعتبر “ناصيف” أحد أبرز ضباط الاستخبارات و “المهمات” في عهد الأسد الأب، و المستشار الخاص له، و أحد مهندسي مجازر حماه عام 1982، و “أستاذ التهيئة” لـ باسل الأسد الذي كان يُعدّ لاستلام مقاليد الحكم بعد أبيه حافظ، قبل أن يلقى مصرعه في حادث مثير للجدل، و ينوب عنه أخاه “بشار الأسد” الذي كان له ترأس الجمهورية السورية في العام 2000.

“ناصيف” الذي استلم دكتور العيون “بشار الأسد”، كان مطالبًا خلال فترة وجيزة بإعداد هذا الدكتور ليكون رئيسًا للجمهورية العربية السورية، فعمل على ذلك مستفيدًا من حنكته و خبرته في كافة أوصال الدولة السورية داخليًا و خارجيًا.

كان “ناصيف” تحت إمرة مصطفى طلاس في الكلية الحربية – اختصاص مدرعات، قبل أن يصبح مديرًا لمطار الضمير العسكري، و بعد انقلاب 8 آذار الشهير، تقرب “ناصيف” من “حافظ” لينتقل على الفور إلى إدارة المخابرات العامّة.

و تحت رعاية حافظ الأسد، استطاع “ناصيف” تثبيت قدمه داخل أجهزة الدولة، ليقوم بعد ما سمي بـ “الحركة التصحيحية” بتأسيس الفرع “251” .. فرع الأمن الداخلي أمن الدولة.

و بعد أن استتب الأمر للجهاز الحكومي في سوريا، استلم “ناصيف” ملف العلاقات السورية الأمريكية، و السورية الإيرانية، و استطاع بفضل علاقته الجيدة مع “موسى الصدر” و “قطب زادة” أن يستلم ملف الشبكات الشيعية في لبنان و سوريا.

بقي “ناصيف” رئيسًا للفرع 251 الذي أسسه، إلى أن أصبح نائبًا لمدير إدارة المخابرات العامة، قبل أن يصدر “بشار الأسد” في العالم 2006 مرسومًا بإحداث منصب مساعد نائب رئيس الجمهورية و يعين “ناصيف” فيه.

أمسك “ناصيف” بزمام عدّة ملفات هامّة و محورية بالنسبة لحكومتي الأسد الأب و الابن، كان أبرزها ملف الحراك الشعبي عام 1982 في حماه، و كان معنيًا بشكل مؤثر بملف الوجود السوري في لبنان، بالإضافة إلى تهيئة و تجنيد المقاتلين الشيعة في العلن و الخفاء سواء في لبنان أو في سوريا، بالإضافة إلى ملف الـ 4 مليار دولار العائدة لـ باسل الأسد في البنوك السويسرية و التي استطاع الناصيف بحركات سياسية مكوكية استعادتها بشكل كامل إلى خزينة “الأسد”.

أضف تعليق