حول اتفاق جيش التوحيد مع روسيا الذي ينص فعليًا على التزام “التوحيد” بحصار ريف حمص و تهميش المعتقلين

(ريف حمص الشمالي – مرآة سوريا) انتهى بالأمس اجتماع ضم ممثلين عن جيش التوحيد العامل في منطقة تلبيسة، و بين مفاوضين روس في خيمة ببلدة الدار الكبيرة، استكمالًا لما تضمنه اتفاق القاهرة حول “منطقة خفض التصعيد في ريف حمص الشمالي”.

و حصل موقع مرآة سوريا على نسخة من بيان الاتفاق الذي نتج عن الاجتماع “الأهم” الذي يعقد في هذا الإطار بين المعارضة السورية و روسيا.

و جاء بيان الاتفاق مخيبًا للآمال، و لم يعكس “التطمينات” التي قدمها جيش التوحيد للقاعدة الشعبية في مدينة تلبيسة، و كان بند المعتقلين “فضيحة أخلاقية” كما وصفها مدنيّ كان يؤيد اتفاق القاهرة -الذي تدور في فلكه المفاوضات- لما قبل الأمس!.

الاتفاق نص على بنود “متوقعة” كترسيم الحدود بين مناطق سيطرة النظام و المعارضة، و التعهد بوقف إطلاق النار، و تقديم لوائح بالاحتياجات الغذائية و الطبية و التعليمية، إلا أنه تضمن أيضًا بندين غامضين أحدهما سيكون سببًا باستقدام قوة أجنبية إضافية إلى سوريا، و الآخر “متنافٍ مع ذاته” سيهمش مسألة المعتقلين و يكون سببًا في استمرار حصار المنطقة، و بتوقيع و التزام كامل من جيش التوحيد!.

تضمن الاتفاق بندًا جاء فيه :”تسمية إحدى الدول العربية أو الأجنبية لتشارك في عملية وقف إطلاق النار”، و بالنظر إلى التحركات الروسية في اتفاقات مشابهة سابقة، فإنّ هذه الدولة لن تخرج عن إطار الدول المحسوبة على روسيا ككازخستان و الشيشان، خصوصًا و أنّ قوات الأخيرة متواجدة بالفعل في حلب، و سيكون من السهل استقدامها إلى ريف حمص كطرف “ثالث” بالاسم فقط، و لكن عمليًا ستكون طرفًا روسيًا، و هو بحد ذاته ينسف جدية هذا البند.

الأمر الأكثر خطورة في البيان، هو البند الأخير الذي تحدث عن فتح معبر إنساني و بحث مسألة المعتقلين “و في حال لم يلتزم الطرف الثاني سيتم إغلاق المعبر من قبل الجيش السوري الحر”، بترجمة هذا البند عمليًا، فإنّه يمكنن القول إن جيش التوحيد وقع بفخ يعكس عدم درايته و إحاطته ببنود الاتفاق و خلفياتها.

يقول المحامي “عبد القادر المحمد” إنّ هذا البند هو مأزق حقيقي لجيش التوحيد أمام المدنيين و الفصائل في ريف حمص الشمالي، فلا يعقل أن يهدد جيش التوحيد بإلغاء بند مقدم أساسًا من قبل الطرف الآخر إذا لم يلتزم الطرف ذاته ببند مقدم من طرفه أيضًا!، و بذلك سيكون المدنيون هم الخاسر الأكبر، و لن يختلف الوضع كثيرًا قبل و بعد الاتفاق.

لن يتوانى نظام الأسد في تهميش مسألة الإفراج أو كشف مصير المعتقلين، و سيرد جيش التوحيد بإغلاق المعبر الإنساني الذي من المزمع أن تدخل من خلاله القوافل الإغاثية و التموينية،و بالتالي سيغلق ملف المعتقلين و سيعود ريف حمص محاصرًا كما كان قبل الحصار، و كل ذلك سيكون بالتزام جيش التوحيد كونه الموقع على الاتفاق.

الاتفاق سابق الذكر لم يتطرق إلى موضوع أوتوستراد حمص-حماه، فيما حصل موقع مرآة سوريا على معلومات تقول بأنّ جيش التوحيد اتفق مع روسيا “تحت الطاولة” على فتح الأوتوستراد و إنشاء ساتر ترابي على امتداده، و هو ما يعني بأقل الأحوال تسهيل مرور أرتال جيش النظام نحو الشمال السوري.

كما أنه لم يتم ذكر مسألة هيئة تحرير الشام، فيما تقول المؤشرات إلى أنّ روسيا ستمهل فصائل المعارضة مدة من الوقت لإجبار الهيئة على الخروج بموجب اتفاق “باصات خضراء” جديد نحو إدلب.

و على الأرض ينتقد المدنيون تعامل جيش التوحيد مع بقية مكونات المنطقة، حيث اتخذ موقفًا عدائيًا من بقية الفصائل في المنطقة، و همش بشكل كامل “لجنة العشرين” التي تشكلت بدفع من حركة أحرار الشام لتكون ممثلة عن معظم الأطياف العسكرية و المدنية في عموم ريف حمص الشمالي.

يذكر أنّ جيش التوحيد الذي يتزعمه منهل الضحيك، نجح بإقناع روسيا بتجاهل لجنة العشرين و محاولات فصائل تير معلة و الرستن للبقاء في “خيمة التفاوض” بالدار الكبيرة، بعدما جلس مفاوضوها فعلًا مع اللجنة مرتين فقط.

 

 

 

 

 

 

أضف تعليق