“حتى تستطيع تقديم الأفضل للاجئين في المخيمات.. عليك أن تعيش معهم و تواجه ما يواجهونه من صعوبات“.
بهذه الكلمات بدأ “أليساندرو سيكيرا” تعريفه بفريق “عملية الحمامة” الإيطالي الذي يقيم منذ أربع سنوات في مخيم “تل عباس” للاجئين السوريين في سهل عكار شماليّ لبنان.
تقول المفوضية العامة للاجئين، التابعة للأمم المتحدة في تقرير نشر على موقعها الرسمي على شبكة الانترنت بتاريخ 19 يونيو 2017، إنّ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها في لبنان بلغ 1 مليون بالفعل.
و تقدر منظمات مدنية و إنسانية تعنى بشؤون اللاجئين عدد اللاجئين السوريين الكلي في لبنان بـ مليون و 730 ألفًا.
و تنتشر مخيمات اللاجئين على امتداد الحدود اللبنانية-السورية، و تعتبر مدينة طرابلس أكثر مدينة لبنانية تستضيف اللاجئين السوريين.
يقيم “سيكيرا” برفقة 4 متطوعين إيطاليين و بريطانيّ في خيمة بين خيام اللاجئين بمخيم تل عباس.
و فيما يؤكد قائد الفريق في حديثه لموقع مرآة سوريا على أنّ منظمة “Operazione Colomba” لا تتلقى أي دعم حكومي؛ يقوم المتطوعون بمساعدة اللاجئين على مواجهة العوائق التي تقف في طريق وجودهم أو تيسير معاملاتهم.
و يقول سيكيرا:”نتواجد هنا منذ أربع سنوات، وجودنا أعطى نوعًا من الأمان للاجئين في المخيم، و خصوصًا عندما تتوارد أنباء عن اقتحام المخيم أو تلقيهم تهديدات عنصرية أو طائفية”.
و يرافق عناصر الفريق اللاجئين عندما يودون الذهاب إلى الجهات الأمنية اللبنانية لتسوية وضع وجودهم القانوني، أو إلى المستشفيات التي لن تتردد في قبول تقديم العلاج للاجئ بوجود جهة أجنبية ترافقه، بينما قد ترفض بغيابها.
و يرى فريق “عملية الحمامة” أنّه “عندما تختلط باللاجئين عن قرب، فإنك تستطيع تحديد ما يحتاجون إليه تمامًا، أحيانًا مجرد وجودك بينهم يدفع عنهم بعض الأخطار الأمنية، كما أنّ ذلك سيساعدك على تقديم الدعم المناسب جدًا و في الوقت المناسب، فلن ترسل لهم ألبسة البحر في وقت يحتاجون إليه للخبز مثلًا!”.
و ينسق الفريق مع السفارة الإيطالية في لبنان، و مع عدة منظمات مدنية و إغاثية، و يتلقى كامل تمويله من جهات مدنية إيطالية، لا تتبع بالمطلق لأي جهة حكومية.
و يفضل سيكيرا الاستقلال عن التبعية الحكومية، لأنّ “التبعية لجهة حكومية ما قد يلزمك القيام بأشياء ربما لا ترغب بها، أو لا تقتنع بها، بينما عندما تكون حرًا بإمكانك تحديد ما تريد فعله بالضبط، و ما يحقق الفائدة الأكبر للمحتاجين”، بحسب تعبيره.
و بموازاة العمل الإغاثي، تقوم منظمة “عملية الحمامة” بالتنسيق مع منظمات مدنية أخرى، بتأمين ممر إنساني آمن للاجئين إلى إيطاليا، و يقومون باختيار المستفيدين من هذا الأمر الذي يتم عبر “فيزا” من السفارة الإيطالية و رحلة آمنة و قانونية تمامًا، وفق معايير معينة.
و أبدت الحكومة اللبنانية تململها مرارًا من مسألة تواجد اللاجئين السوريين على أراضيها.
و أبدى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في تصريحات رسمية في أبريل الماضي انزعاجه الكبير من وجود اللاجئين السوريين في لبنان، و قال في تصريحات رسمية:”نؤكد عدم السماح أو القبول بتوطين السوري أو الفلسطيني في لبنان و يجب عليهم العودة إلى أوطانهم.
و أضاف:”من ينصحنا ويُخبرنا كم هي إقامة النازحين السوريين مفيدة لأرضنا فليتفضل هو بأخذهم لعنده ويستفيد”.
كما قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في تصريحات لوسائل إعلام أجنبية إنّ “أزمة اللاجئين السوريين في لبنان وصلت إلى الذروة”.
و يدعم حزب الله اللبناني جيش الأسد في معاركه ضد المعارضة السورية منذ بداية الحرب في سوريا، و يحتل الحزب مناطق واسعة في ريف حمص الغربي و القصير، و يمنع عودة الناس إلى منازلهم في هذه المناطق.