في سابقة فريدة من نوعها أعلنت جبهة النصرة عن فصل القيادي السابق فيها وأحد الأشخاص السبعة الذين أسسوها في سوريا الشيخ صالح الحموي والمعروف على تويتر بـ “أس الصراع في الشام” بعد جملة من المواقف أطلقها والتي صفها المتابعون بالابتعاد عن التشدد والاقتراب من الخط الشرعي العام لبقية الجماعات.
وكانت “لجنة المتابعة والإشراف العليا” في جبهة النصرة قد أصدرت بياناً مقتضباً أجملت فيه أسباب الفصل بأنه جاء بسبب “عدم الإلتزام بالسياسة الإعلامية للجماعة وضوابطها” كما قال البيان أن قرار فصل الحموي كان قد صدر منذ ستة أشهر “إلا أن قيادة الجماعة آثرت الصبر والتريث لعل الأخ يعود للسمع والطاعة” على حد تعبير البيان.
ومن المستغرب أن الجهة الإدارية المصدرة للبيان أي “لجنة المتابعة والإشراف العليا” بحسب مصادرنا هي جهة غير معروفة تنظيمياً في بنية الجبهة حيث أكد لنا مصدر مقرب من الجبهة أن هذه هي المرة الأولى التي يسمع بها عناصر الجبهة بوجود اللجنة ضمن بنيتها التنظيمية.
وخلال الشهور الماضية أصدر الحموي عدة مقالات وتغريدات على موقع تويتر أثارت ردود أفعال متنوعة بين الشجب والاستحسان، حيث أعلن عدم جواز تكفير الإسلاميين الذين يدخلون إلى البرلمانات أو الذين يستعينون بالدول الأجنبية عند التقاء المصالح وغيرها من المواقف المرنة التي اعتبرتها قيادة الجبهة تجاوزاً للخطوط الشرعية الحمراء لها كما قامت العديد من الشخصيات المنتمية للسلفية الجهادية بوصف تلك المواقف بالانحرافات الخطيرة.
ورغم الغموض الذي يحيط بشخصية الحموي، فإن مقربين من جبهة النصرة يقولون بأنه من الجيل القديم للقاعدة والذي قاتل في أفغانستان والعراق ثم انتقل إلى سوريا ليؤسس الجبهة التي تحولت لأحد أقوى الفصائل العسكرية العاملة في الساحة السورية اليوم.