بيّنت الأبحاث أن الأشخاص الذين تعودوا على ممارسة النشاط الحركي، منذ الصغر، أقدر على التحكم في قوة تحمّلهم وضبط جهدهم وتحسين جودة صحتهم، على المدى البعيد.
وقالت الجمعية الألمانية لعلاج ارتفاع ضغط الدم إن ممارسة الرياضة في الصغر تقي من الإصابة بالمرض في الكبر، لا سيما رياضات قوة التحمل، مثل الركض والسباحة وركوب الدراجات الهوائية، استناداً إلى دراسة سويدية حديثة.
وتوصّلت نتائج هذه الدراسة إلى أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ينخفض في الكبر لدى الأشخاص الذين يتمتعون في الصغر بقوة التحمل؛ حيث ثبت أن انخفاض قوة التحمل يندرج ضمن عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بارتفاع ضغط الدم في الكبر، حتى وإن كان الوزن طبيعياً. وبالطبع يرتفع هذا الخطر في حال المعاناة من زيادة الوزن.
ولممارسة التمارين الرياضية أهمية بالغة في سن الطفولة والشباب حيث أن الجسم في نموّ مستمر، وهو يحتاج إلى الرياضة للتأكد من أن العضلات والعظام والقلب والرئتين وكل الأعضاء الحيوية الأخرى تنمو بشكل طبيعي وسليم، بالإضافة إلى بناء الشخصية السليمة، فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن الألعاب الحركية المنظمة تعزّز نموّ الأطفال والشباب من الناحية البدنية والذهنية والنفسية بصورة صحية، وتزيد من الثقة بالنفس وتقدير الذات والشعور بالإنجاز.
ويرى الباحثون أن أنماط الحياة المكتسبة أثناء الطفولة والمراهقة تستمر مدى العمر، بما في ذلك نمط الحياة المتَّسم بقلة الحركة وسوء التغذية ومعاقرة مواد الإدمان، فإنه يمكن أن يستمر بعد البلوغ لذلك كان من المهم تعليم الطفل على أن تكون ممارسة الرياضة جزءا من روتين الحياة اليومية مما يهيئ الأساس لحياة فعالة وصحية.
وتساعد مزاولة النشاط البدني الأطفال والشباب على تحقيق التناسق، وسلامة بناء العظام والعضلات والمفاصل والسيطرة على وزن الجسم والتخلُّص من الكيلوغرامات الزائدة ورفع كفاءة القلب والرئتين.
ويهيئ اللعب الجماعي والألعاب الرياضية، وغيرها من الأنشطة البدنية، للأطفال الفرصة للتعبير عن الذات، وبناء الثقة بالنفس، والإحساس بالإنجاز، والتفاعل مع المجتمع والاندماج فيه.
وتزيد ممارسة الأنشطة الحركية من القدرة على التعلم وذلك من خلال تأثيراته على القدرات العقلية، فقد أشارت الدراسات إلى أن الطلاب الذين يشاركون في المسابقات الرياضية بين المدارس أقل عرضة لممارسة بعض العادات غير الصحية كالتدخين أو تعاطي المخدرات وأكثر فرصة للاستمرار في الدراسة والتفوّق وبلوغ أعلى المستويات الأكاديمية.
وتساعد الرياضة الأطفال والمراهقين على تكوين بعض المهارات مثل العمل الجماعي وضبط النفس والروح الرياضية والقيادية والاجتماعية، في حين أن عدم الانضمام إلى الأنشطة الترويحية والرياضية قد يسهم في جعل الشباب أكثر عرضة لجماعات ورفاق السوء و إدمان المخدرات والسلوك العدائي.
ويؤكد أخصائيون أن المشاركة في اللعب الجماعي والألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة البدنية، سواء في المدرسة أو في وقت الفراغ، أمر أساسي للنمو الصحي للأطفال والشباب.
المصدر: رياضات قوة التحمل منذ الصغر تدرب الجسم على مقاومة الإجهاد والأمراض