حمص: على أنقاض الحصن و الزارة، النظام يطلق مهرجان “وادي النصارى”

أعلنت وزارة السياحة التابعة لحكومة النظام عبر مديريتها في مدينة حمص عن بدء تحضيراتها لإطلاق “مهرجان الوادي الدولي” في منطقة وادي النصارى بريف حمص الغربي.

هذا المهرجان الذي يأتي في مدينة يسميها المعارضون “عاصمة الثورة” و التي شهدت منذ منتصف آذار/مارس 2011 أحداث متصاعدة، من مظاهرات و حملات عسكرية و حصار.

منذ عام و نصف العام، لم تغب المعارك الضارية عن “وادي النصارى” الذي سيحتضن “المهرجان الدولي” هذا، حيث شنّ جيش النظام بالاشتراك مع ميليشيات الدفاع الوطني من أبناء قرى هذا الوادي الموالية، و ميليشيات حزب الله اللبناني حملة عسكرية كبيرة على بلدتي الحصن و الزارة، اللتين كانتا تحت سيطرة قوات المعارضة و تحت حصار مطبق من قبل النظام.

هذه المعارك خلفت عددًا كبيرًا من الضحايا المدنيين، و خصوصًا على الطرق الجبلية باتجاه الأراضي اللبنانية عندما حاول المدنيون المحاصرون الخروج من البلدتين هربًا من حملة قصف شعواء و خوفًا من مجازر طائفية كانت مرتقبة.

اليوم، يطل علينا إعلام النظام بهذا المهرجان، الذي سيتضمن فعاليات “سياحية” على أنقاض بيوت الزارة المهدمة بفعل القصف، و في ظلال جدران “قلعة الحصن” التي نالت نصيبها من قذائف الميليشيات الشيعية والمسيحية التي ساندت النظام في تلك المعركة.

سيتضمن المهرجان أيضًا فعاليات موسيقية، خصوصًا و أن بُعد الوادي الجغرافي عن ريف حمص الشمالي و عن حي الوعر المحاصر، سيساعد في عدم وصول أصوات انفجارات الأسطوانات المتفجرة و القذائف المدفعية و غارات الطيران على تلك المناطق إلى آذان “المنتفعين” من هذا المهرجان.

و أما معارض الرسم التي أعلنت عنها الإدارة المنظمة للمهرجان، لا شكّ في أنها لن تتضمن صورة واحدة من الصور التي تداولها معارضون لنزوح عائلات الزارة و الحصن و تلكلخ و التي تظهر فيها المئات من العائلات تجتاز نهرًا تارة و جبلًا تارة و القذائف تنهمر هنا و هناك بجوارهم تحاول اقتناص أرواحهم.

ختام المهرجان في يومه الرابع سيكون بانتخاب “ملكة جمال الوادي”، في مشهد لا بد أن نستحضر معه صورة “ملكة جمال سوريا” الأخيرة، و التي اكتفت بـ “أسديتها” لتكون على منصات التتويج بغض النظر عن كل ما يتعلق بمقاييس الجمال أو الثقافة التي يتم عادة اتباعها لتحديد معتمرات هذه المنصّة.

 

آثار القصف على قلعة الحصن:

أضف تعليق