مرآة سوريا: مع احتفائها الدائم بكونها “قناة الشعوب”, لم تستطع قناة الجزيرة القطرية هذه المرة الخروج من عباءة تحالفات قيادة دولة قطر الجديدة مع مرور ستة أشهر على الأزمة الخليجية.
“مظاهرات مؤيدة لروحاني وأخرى معارضة”, هكذا عنونت قناة الجزيرة القطرية تقاريرها حول التظاهرات التي تشهدها العديد من المدن الإيرانية ضد نظام الملالي, التقارير ظهر فيها تأثير التوجه السياسي الجديد لدولة قطر بشكل جعلها أقرب لتقارير هواة الصحافة وخصوصاً في العنوان, شددت على أن التظاهرات لا تستهدف “نظام ولاية الفقيه” وإنما سياسات الحكومة الإيرانية والرئيس روحاني, كما عملت على إبراز المسيرات المؤيدة للنظام الإيراني وأشارت بشكل خجول إلى ارتفاع سقف المطالب الشعبية وأشكال الاحتجاجات.
من المؤكد أن التحركات الشعبية في إيران لم ترق بعد إلى درجة اعتبارها “انتفاضة شعبية”, كما أنه من المؤكد أيضاً أن نظام طهران الديكتاتوري مستعد لإراقة دماء الملايين من أبناء شعبه في سبيل إخماد أي احتجاج, لكن الجزيرة التي تؤكد دائماً أنها “صوت الشعوب” لم تستطع هذه المرة أن تنقل صوت الشعب الإيراني الذي يئن تحت وطأة حكم شمولي لا يشابهه في المنطقة إلا حكم حليفه الوثيق نظام الأسد.
يحق للشعب السوري اليوم أن يتساءل: متى يتعلم المعارضون وقادة الفصائل مما يحدث في المنطقة من انقلاب التحالفات أن مصلحة البلاد يجب ان تكون المحدد الأول لسياساتهم وعلاقاتهم مع دول الجوار والعالم, هذا العالم الذي وقف مراقباً محرقة الشعب السوري لسبعة سنوات, انتهى فيها لأن يطلب الرحيل من هذا الشعب بدلاً من محاكمة طاغيته.