أبرزت محادثة داخلية في غرفة مشتركة لعناصر من تنظيم الدولة على برنامج (التلغرام) ، استطاع موقع مرآة سوريا الإطلاع عليها، الأسباب التي دفعت التنظيم إلى قصف مدينة مارع بقذائف هاون محملة بغاز الخردل نهاية الأسبوع الفائت.
وبحسب الغرفة التي تم تشكيلها مما يزيد عن 45 عنصراً يتوزعون بين سوريا والعراق وبعض من يسمون بالمناصرين حول العالم، فإنها عقدت بسبب ما أسماه “أبو الليث العراقي” الشبهات التي أثيرت حول حكم استخدام هذه الأسلحة ضد سكان مدينة مارع.
وقد عرف “أبو الليث العراقي” نفسه بأنه مسؤول في “ديوان الإعلام” التابع للخلافة الإسلامية على حد قوله، وأنه حمل لـ “الإخوة” الفتاوى من كبار شرعيي الدولة الإسلامية .
وقد استهل “العراقي” كلامه بشكر الله عز وجل على توفيقه لمن أسماهم “مهندسي الدولة الإسلامية” الذي استطاعوا تركيب هذه الأسلحة بجهد “المسلمين” دون الحاجة لأي مساعدة من طرف خارجي فـ “الدولة الإسلامية اليوم أصبح لديها مختبرات وعلماء متفرغون للأبحاث العلمية وستفاجئ العالم قريباً بإذن الله بأنواع حديثة جداً لم يستطع حتى الصليبيون من الحصول عليها” على حد وصفه.
وتابع المسؤول الإعلامي قائلاً :”اطلعنا على عشرات الأسئلة والشبهات التي أثيرت سواء من المناصرين الصادقين أو من أهل الإرجاف والنفاق، فصدرت التوجيهات من أعلى المستويات في الدولة الإسلامية لتفنيد تلك الأمور والرد عليها”
ورداً على سؤال حول عدم تبني التنظيم لاستخدام الخردل في القصف أجاب العراقي: “كنت أود أولاً أن أبين الحكم الشرعي للمسألة كما أقره أكابر علمائنا، ولكن مع إصراركم أود القول أن الرسالة من استخدام هذا السلاح المبارك قد وصلت، والخلافة قد عودت الجميع على أن تختار هي الوقت المناسب لتبني عملياتها أو عدمه، والأمور بهذا الصدد تقاس بميزان المصلحة والمفسدة الذي يقرره أمير المؤمنين حفظه الله والذي له في أعناقنا جميعاً بيعة على السمع والطاعة….”
وتابع أبو الليث قائلاً: “ففي هذه المسألة أثيرت عدة شبهات، شبهة التورية وعدم التبني وقد رددنا عليها بفضل الله، وهناك شبهة قصف المسلمين فأقول وبالله المستعان أن مارع كانت منذ فترة طويلة ملاذاً لصحوات الردة والنفاق ومنطلقاً للغدر ضد أسود الخلافة وقد أقمنا الحجة على أهلها عدة مرات فما بقي فيها من يدين الله عز وجل بالتوحيد حتى ولو اتبعنا مذهب من يعذر بالجهل، وهناك شبهة لماذا لم نقصف الروافض بهذا السلاح ابتداء فأقول أنه لا ينبغي لك أيها المناصر أن تتحدث بمالا تعرف، فالدولة قد أذاقت الروافض بهذا السلاح وبغيره مالايعرفه العوام وما تكتم عليه الإعلام، كما أن ملاحدة الكرد قد ذاقوا منه ويلات العذاب….”
ثم انتقل العراقي لتبيين بعض أهداف هذا القصف : “فأما الصليبيون وعميلهم أردوغان فقد وصلتهم الرسالة الهامة، إذا ما نويتم الاقتراب من حدود الخلافة لدعم صحوات الردة بحجة المناطق الآمنة أو العازلة فالغازات واللهب بانتظار جنودكم، بل قد تصبح في عواصمكم، فذئاب الدولة المنفرة قادرون على نشر الموت من القسطنطينية وحتى روما والله أكبر”
وبعد مناقشات مطولة ختم العراقي قائلاً: “فاحمدوا الله يا أسود التوحيد على مااجتباكم الله به من عز الإسلام، واشكروه أن بعث فيكم من يحكم شرع الله عز وجل حفيد رسوله القرشي البغدادي، والذي والله لو علم المسلمون قدره وحنكته ودهاءه لأقاموا تحت قدميه، ثم إياكم وفضول الحديث فإن الله كره لكم القيل والقال وكثرة السؤال….والحمد لله رب العالمين”
يذكر أن عشرات من المدنيين في مدينة مارع تعرضوا لحالات تسمم تطابق حالات الإصابة بغاز الخردل السام، وبحسب العديد من المراقبين فإن تنظيم الدولة استطاع الحصول على هذا الغاز بعد استيلائه على مستودعات السلاح الواقعة في مدينة تدمر بعد انسحاب قوات النظام فيها منذ عدة أشهر.