شكل التدخل الروسي من ناحية قوته وامتداده على عدة مناطق داخل الأراضي السورية صدمة للكثيرين من متابعي الشأن السوري، وخصوصاً في ظل عدم تسجيل أي هجوم مؤثر من قبل الطيران الروسي ضد موقع واحد لتنظيم الدولة واقتصار تلك الهجمات على مواقع للمعارضة السورية المسلحة بالإضافة لعشرات المواقع المدنية مما أدى لارتكابها لعدة مجازر في اليوم الأول للتدخل المباشر.
ورغم الإعلان الرسمي عن عدم مشاركة قوات برية روسية في إدارة المعركة، فإن تدخلاً برياً من نوع آخر يتم التحضير له ولكن بشراكة بين دولة الإمارات العربية والمتحدة وروسيا وبإشراف من القيادي في حركة فتح محمد دحلان.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع مرآة سوريا من مصدر فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه، فإن الميليشيا التي بدأ العمل على تحضيرها منذ ثلاثة أشهر تضم مرتزقة من عدة جنسيات أهمها الروسية والصربية والفلسطينية (فتح) ،ويشرف عليها مجموعة من ضباط الجيش الروسي المتقاعدين فيما تتكفل دولة الإمارات العربية المتحدة بتمويل تكاليف تسليح وتدريب ورواتب عناصر الميليشيا.
وبحسب المصدر فإن معسكرات الميليشيا تتركز في شبه جزيرة القرم التي اقتطعتها روسيا مؤخراً من أوكرانيا، حيث لا يخلو اختيار المنطقة من دلالات “استفزازية” لتركيا التي يعد حزبها الحاكم من أهم الخصوم السياسيين لحكام دولة الإمارات.
وفيما أكد المصدر على ضخامة الميزانية التي رصدتها دولة الإمارات لتنفيذ مشروعها، فإنه شكك في فعالية تلك الميليشيا وتأثيرها على المعارك الدائرة في سوريا مستنداً إلى طبيعة المقاتل الروسي التي تميل للارتزاق، كما أكد أن ذلك المشروع قد تحول لـ”باب رزق” حيث انتشر الفساد المالي بشكل كبير بين معاوني دحلان ممثل الإمارات في المشروع وبين الضباط الروس حيث أفاد المصدر أن العديد من معاوني محمد دحلان قاموا بشراء قصور ومنتجعات في دولتي صربيا وكرواتيا منذ بدء انخراطهم في إدارة المشروع الإماراتي.