منذ أن تدفقت جموع اللاجئين السوريين إلى لبنان هرباً من الموت والدمار في سوريا، والمسؤولون اللبنانيون مستمرون بابتداع الحجج الواهية والأساليب المستغربة للتضييق على أولئك اللاجئين..
ــ أصدروا قراراً بمنع تجوُّل السوريين من المساء وحتى الصباح، ولا يزال يُطبّق حتى الآن..
ــ منعوا عليه أن ينال لقمة عيشه إلا من الأعمال الدونية والشاقة، ومع ذلك لا تتوافر هذه الأعمال إلى للقلة القليلة من اللاجئين..
ــ ما بين يوم وآخر تُداهم قوات الأمن أو الجيش اللبناني مخيمات اللاجئين، وتلقي القبض على عدد من اللاجئين الشباب بتهمة الإرهاب، أو بتهمة عدم حيازتهم بطاقة الدخول، وتزجهم في السجون..
ــ يقاسمون اللاجئين ما ينالونه من دعم من قِبل المنظمات الإغاثية.. والأمثلة على ذلك كثيرة.. وهي تحتاج إلى ملف خاص..
ــ يسعى المسؤولون اللبنانيون بشتى الوسائل إلى طرد اللاجئين من هذا المخيم أو ذلك..
وهذا الموضوع الأخير هو الذي نحاول الآن أن نسلط الضوء على جانب واحد منه..
فالمصادر الإعلامية المختلفة تؤكد اليوم على أن أكثر من ألف لاجئ في لبنان مهددون بالترحيل من أربعة تجمعات للاجئين السوريين بمنطقة ” قبة بشمرا ” في سهل عكار..
أما الأسباب ” الموجبة ” للترحيل فلأنها تقع ضمن حرم خط الغاز الطبيعي الذي كان يأتي من سوريا إلى لبنان.. وبما أن ضخ الغاز في هذا الخط متوقف منذ سنوات، إلا أن شركة الغاز تطالب اليوم بإزالة خيام اللاجئين، بحجة حمايتهم من الغاز المتبقي في الأنابيب..
وبحسب ناشطين مطلعين، فإن الخوف من الترحيل يسيطر على النفوس، فاللاجئون لا حديث لهم سوى في هذه المشكلة التي يعدونها مخيفة بالنسبة إليهم.. وكلما يشاهدون أحداً يدخل المخيم يبادرونه بالأسئلة المقلقة من مثل: هل سيتم طردنا من هنا..!!؟.. وإذا تم طردنا.. فإلى أين سنذهب..!!؟ “..
أحد اللاجئين يقول: منذ ثلاث سنوات، ونحن في هذه البقعة من الأرض، والحياة فيها سيئة للغاية، ورغم هذه المعاناة يهددنا البعض بالترحيل.. ” ويتساءل: إلى أين سنذهب..؟ ولا قدرة لنا على تأمين البديل.؟. ولا يستطيع أحد منا أن يستأجر بيتاً ليعيش فيه.. فأجرة البيوت غالية جداً بالنسبة لنا، كما أن قانون الأمن العام الجديد يمنعنا من العمل “..
من جهتها السلطات المحلية وفي مقدمتها البلديات التي تحاول مساعدة هؤلاء اللاجئين ترى أن تخلي الدولة اللبنانية عن مسؤولياتها في إيواء اللاجئين سبّب أزمات كبرى.
وحول هذا الموضوع يقول رئيس اتحاد بلديات سهل عكار: اتفقنا مع الأمم المتحدة المشرفة على مثل هذه التجمعات على العمل لإيجاد البديل, وقد تم تأمين سكن لعدد قليل من اللاجئين وتم نقلهم إليه بالفعل, ولكن العدد الكبير الموجود في منطقة ” قبة بشمرا ” لم يتم تأمين بديل لهم حتى الساعة، لأن هذا الأمر يحتاج لمساع كبيرة، ونحن كبلديات لا يمكننا تحمل هذا العبء, فلا بد من تأمين بديل قبل الإقدام على أي خطوة.. “.
هذا جانب واحد من معاناة اللاجئين السوريين الذين يعيشون في لبنان، ومن يتتبع دعواتهم سواء في جلساتهم أو كتاباتهم على صفحات التواصل الاجتماعي يشعر أن كل أحلامهم وأمنياتهم أن ينتهي هذا الصراع في سوريا وينال الشعب حقه في الحرية، ويعودون إلى بيوتهم ووطنهم.. وعبارات من مثل: الله يفرجها علينا.. والله يرجّعنا على وطننا.. وان شاء الله بنلتقي سوا بالبلد ” وغيرها من العبارات، تتردد كثيراً على الشفاه أو على صفحات التواصل الاجتماعي..