نعى نظام الأسد يوم أمس الخميس العماد المتقاعد و المستشار العسكري للجيش “الباسل” في الأزمة الحالية “شفيق فياض ديب”، بعد 78 عامًا قضاها في “الصلاح و التقوى” بحسب النعوة التي ملأت جدران مسقط رأسه “القرداحة”.
بدأت مسيرة “فياض” في سلك جيش عائلة الأسد الحاكمة عندما وصل الأسد الأب إلى الحكم عام 1970 بعد انقلاب أطاح بالرئيس نور الدين الأتاسي، و تسلم حينها قيادة الفرقة الأولى، ثم اختاره الأسد ليكون على رأس الفرقة الثالثة في الجيش المتمركزة في مدينة “القطيفة” بريف دمشق، و التي كانت تعتبر من الفرق التي توكل إليها المهام “الداخلية”.
بقي “فياض” على رأس الفرقة الثالثة مدرعات مدة عشرين سنة، و استطاع خلال هذه الفترة الحصول على عدة ترقيات، انتهت برتبة “عماد” في 1993 ليتم تعيينه بعد ذلك نائبًا لوزير الدفاع آنذاك “مصطفى طلاس”.
كان لـ “فياض” اليد الطولى في مجازر مدينة حلب عام 1980، حيث تولّت الفرقة الثالثة من بين فرق الجيش مسؤولية قمع الاحتجاجات التي قادتها نخبة من الشباب المثقف و عدد من الأحزاب و الجهات المعارضة لحزب البعث و كان أبرزها آنذاك حركة “الإخوان المسلمين”.
و على ضوء نجاح الفرقة الثالثة في القضاء على هذه الاحتجاجات، انتدبها حافظ الأسد مجددًا لقمع الاحتجاجات الأخرى التي اندلعت في مدينة حماه في شباط/فبراير 1982، و كان “فياض” على رأس حملة عسكرية ضخمة دخلت مدينة حماه و ارتبكت مجازر أزهقت أرواح أكثر من 30 ألف مدني، لتضع حدًا لتلك الاحتجاجات بدموية صادمة.
و في شهر نيسان/أبريل من عام 1984 أبطل “فياض” محاولة الانقلاب التي قادها رفعت الأسد ضد أخيه “حافظ”، ما جلعه من المقربين جدًا من عائلة الأسد الحاكمة، بحسب ما ذكره “مصطفى طلاس” في مذكراته.
تمت إقالة فياض بمرسوم من بشار الأسد عام 2003، حدد من خلاله سن الخدمة العسكرية، ليقوم “الأسد” من جديد بإعادة فياض إلى الخدمة مع اندلاع الحراك الشعبي في سوريا منصف آذار/مارس 2001 بصفة “مستشار عسكري خاص”.
لدى “فياض” ثلاثة أبناء، أكبرهم “مروان” الذي اتهمته أجهزة الأمن اللبنانية بالتعامل مع الموساد الإسرائيلي، و كشفت معلومات تفيد بإرساله لأحد العناصر لمقابلة ضابط إسرائيلي في مصر بخصوص قضية الطيار الإسرائيلي “رون آراد” الشهيرة”.
أما ابنه الأصغر العميد “غيث ديب” فقد قام بتشكيل مجموعات من المتطوعين لمساندة جيش الأسد في معاركه، و التي انضمت لاحقًا إلى “سرايا الدفاع الوطني” كما فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية بسبب ضلوعه في قتل المدنيين المعارضين للنظام.
نعوة “شفيق فياض ديب”: