مافيا في لبنان تسلب أموال اللاجئين عن طريق الغش والاحتيال

لم يعد خافياً على أحد ما يعانيه اللاجئون السوريون في حياتهم اليومية في لبنان، فهم ممنوعون أن يعملوا في لبنان وممنوع عليهم أن يتحركوا بأدنى درجات الحرية، وهم يتعرضون للاعتقال اليومي بحجج واهية، كما يتعرضون إلى استغلال المافيا الإغاثية التي أثرت على حساب جوع اللاجئين ولقمتهم المعيشية..
أمام هذا الواقع المؤلم لم يعد أمام اللاجئين سوى أن يحلموا بالهجرة إلى أوروبا.. ولكي يتحول الحلم إلى ” حقيقية مزيفة ” نشأت مافيا جديدة تحتال على كثير من العائلات وتخدعها وتزيّن لها أن الهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية من أسهل ما يكون..
وهذه المافيا لها ارتباطاتها وحماتها ولها المقدرة على اصطياد الناس الحالمين وإغرائهم بسهولة اللجوء والعيش الكريم في أوروبا.. من هنا تعرضت عشرات العائلات السورية اللاجئة في لبنان لعملية احتيال تقودها شبكة تقنع اللاجئين بقدرتها على تأمين لجوئهم إلى أوروبا وأميركا، فوقع في هذه الشبكة أكثر من أربعين عائلة سورية لاجئة في لبنان..
وعناصر هذه العصابة المحترفة تستهدف بشكل خاص العائلات الميسورة، أو تلك القادرة على تأمين مبلغ لا يقل عن عشرة آلاف دولار..
وتقول مصادر مطلعة أن العشرات منهم باعوا كل ما يمتلكون على أمل أن يكون المبلغ المدفوع لقاء تحقيق حلمهم الموعود..
وبما أن هؤلاء الحالمين تقدموا بطلبات لجوء في مكاتب الأمم المتحدة، ويرغبون أن تكون الإجراءات قانونية ونظامية، فقد تسلح أفراد العصابة ببطاقات مزورة، تتشابه الى حد التطابق مع بطاقات موظفي الأمم المتحدة، ويدّعون أن باستطاعتهم تقديم ملفات تلك العائلات، ويتجاوزوا كافة العقبات، وتأمين العملية بشكل سريع، وبالتالي الفوز باللجوء الموعود ..
وبعد أن تدفع تلك العائلات ثلاثة أرباع المبلغ المطلوب، أي ما يقدر بسبعة آلاف دولار على أقل تقدير، وبعد أن تمر عدة اسابيع، يتم السؤال عن مصير الطلبات، عندئذ تلجأ تلك العصابة إلى مزيد من الخداع والإيهام، فتدعوهم إلى إجراء الفحوص الطبية اللازمة لاستكمال الملف..
وكما تذكر المصادر المطلعة فإن خيوط الاحتيال تمتد إلى التعاون مع جهات شبه رسمية لتطمين طالبي اللجوء، فالمختبر الذي أجروا فيه تلك الفحوص هو ذاته الذي تعتمده الأمم المتحدة في عدد من الملفات الطبية.. وهكذا تطمئن تلك العائلات المغشوشة وتدفع للعصابة بقية المبلغ المطلوب.. ثم يمر شهر وشهرين وثلاثة.. وعلى الوعد يا كمون..!!..
إحدى العائلات دفعت كل ما طلبته العصابة، ولم يعد لديها مال يكفي لتسديد إيجار المنزل ومصروف العائلة للأشهر المقبلة، وهنا الطامة الكبرى كما يُقال.. وكان بالإمكان أن تعيش العائلة بأمان لمدة سنة كاملة بذلك المبلغ الذي أصبح في جيب تلك العصابة..
أحدهم تقدم بدعوى قضائية ضد تلك العصابة، ومع أنه غير مقتنع بقدرة المسار القضائي على إعادة أمواله، لكنه أراد فقط أن يوقف سيل ضحايا الاحتيال من السوريين الذين يقعون تحت أنياب هذه الشبكة وغيرها..

أضف تعليق