السيارات الكهربائية تدفع بنظيراتها العاملة على الوقود إلى الانتحار

يرى مطورو السيارات أن التخلي عن الوقود وتأثيراته السلبية على البيئة بات قريبا، لا سيما وأن أغلب وسائل النقل بدأت تعمل بالكهرباء بدل البنزين.

ويعتقد المطورون أن استخدام وسائل نقل كهربائية يوفر على المستخدمين الازدحام المروري، إلى جانب حماية البيئة من تبعات البنزين الملوثة للهواء.

ويذكر أن المركبات الكهربائية يستبدل فيها المحرك الأصلي للسيارة بمحرك كهربائي، وهي أسهل طريقة للتحول من البترول إلى الكهرباء، حيث يزود المحرك بالطاقة اللازمة عن طريق بطاريات لتخزين التيار الكهربائي.

ويعتمد تصميم السيارة على محرك يعمل بالكهرباء، ونظام تحكم كهربائي وبطارية قوية يمكن إعادة شحنها، وتعتبر السيارة الكهربائية من أهم عناصر الحفاظ على البيئة.

وبحسب مصادر إخبارية نرويجية، فإن النرويج تخطط لوقف بيع السيارات التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2025، في إطار سعي الدولة إلى إنهاء حقبة المركبات الحارقة للوقود، والبدء بحقبة الطاقة النظيفة.

ويذكر أن النرويج كانت أول دولة أوروبية تحصل على محطات شحن سيارات تيسلا، وفي أبريل عام 2015 وصلت الدولة إلى هدفها بتسجيل 50 ألف سيارة كهربائية، متفوقة بسنتين على موعدها النهائي المقرر مسبقا. حيث كانت سيارة واحدة من بين كل أربع بيعت هناك ذات خصائص كهربائية بالكامل.

كما أن النرويج منحت إعانات سخية وحوافز للأفراد الراغبين في شراء سيارات كهربائية، من ضمنها إعفاءات ضريبية، وإعفاءات في نقاط التحصيل، ومواقف مجانية للسيارات والشحن.

السير نحو الاعتماد الكلي على الموديلات الكهربائية طال وسائل النقل العمومي، حيث أعلنت فرنسا عن إطلاقها لأول حافلة كهربائية في مدينة مرسيليا الفرنسية التي ستعمل باستخدام الطاقة الكهربائية بشكل كلي.

وتأتي هذه الخطوة تزامنا مع إعلان العاصمة الفرنسية، باريس، عن بدء تنفيذ قانون جديد يحظر جميع السيارات المسجلة قبل عام 1997 والدراجات النارية المسجلة قبل عام 1999 من السير في شوارعها، اعتبارا من 1 يوليو القادم، بهدف الحد من مشاكل التلوث والازدحام المروري في أنحاء المدينة.

وبحلول عام 2020، سيمتد الحظر ليشمل السيارات التي تم تسجيلها قبل عام 2010، وسيتعين على المخالفين للقانون، دفع غرامة تصل إلى 35 يورو للمرة الواحدة في ما تبقى من هذا العام، على أن تزداد العقوبة اعتبارا من 1 يناير من عام 2017 القادم، لتصبح 78 يورو.

وتعتبر مدينة مراكش المغربية هي أيضا في طريقها إلى استخدام الحافلات الكهربائية، حيث تمكنت من استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 22” وتسعى في هذا الإطار للإعلان عن مشروع لتزويد المدينة بحافلات للنقل العمومي تعمل بالطاقة الكهربائية.

وسينطلق المؤتمر خلال يومي السابع والثامن من شهر نوفمبر 2016 بحضور عدد من قادة العالم، ويذكر أن المدينة تواصل جهودها في مجال ترسيخ صفتها كمدينة صديقة للبيئة من خلال مشروع الحافلات الكهربائية.

وتمكن مجلس المدينة من تجاوز آخر الصعوبات الإدارية التي عرقلت المشروع، من خلال المصادقة على إنشاء شركة للتنمية المحلية، ستقوم بالإشراف على مشروع الحافلات الكهربائية.

وتمت تهيئة بنية تحتية مناسبة عبر شارع كماسة وشارع الحسن الثاني في المدينة، لأن المشروع سيعمل على إدخال حافلات خاصة من النوع الطويل.

وإثر زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس للصين مؤخرا وقعت اتفاقية مع الصين لتوريد الحافلات الكهربائية إلى مراكش. وتتضمن الاتفاقية تسليم 30 حافلة كهربائية على دفعتين، حيث تتضمن الدفعة الأولى 15 حافلة يفترض أن تصل في شهر أغسطس 2016، أما الدفعة الثانية فستصل مراكش في ديسمبر 2016. ويكمن التوجه المغربي الجديد في الاهتمام بقطاع الطاقات المتجددة والنظيفة.

وسترفع شركة دايملر الألمانية الستار عن سيارتها الكهربائية التي تقطع مسافات طويلة، والتي طال انتظارها خلال معرض باريس للسيارات في أكتوبر المقبل، في الوقت الذي تستعد فيه الشركة للتنافس مع طراز إكس للسيارات الرياضية الذي تنتجه شركة تيسلا موتورز الأميركية.

وأفاد توماس فيبر، كبير مسؤولي التطوير بالشركة، بأن الشركة ستعرض نموذجا أوليا لسيارة مرسيدس تعمل بالكهرباء لمسافة 500 كيلومتر.

وقال فيبر إن “الهيكل جاهز والفرق تعمل والنتائج المبدئية لاختبارات الطريق تأتي تباعا بشكل سريع”. ولم يحدد فيبر موعد ظهور السيارة على الطريق ولكنه قال إنه سيكون في وقت ما خلال هذا العقد.

وتعزز دايملر ومنافسوها الأوروبيون الاستثمارات في السيارات الكهربائية من أجل الوفاء بالأهداف الجديدة التي وضعها الاتحاد الأوروبي للتلوث واللحاق بشركة تيسلا المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية.

وأعلنت الحكومة الألمانية أيضا دعما لمشتري السيارات الكهربائية والسيارات الأخرى الأقل تلويثا للبيئة. وكشف بالفعل فرعا شركة فولكس فاغن الألمانية المنافسة لصناعة السيارات أودي وبورشه عن نماذج أولية لسيارات كهربائية تقطع مسافات طويلة في الوقت الذي تعمل فيه شركة بي.إم.دبليو على إنتاج سيارة كهربائية.

وقال فيبر أيضا إن دايملر ستطلق جيلها الرابع من السيارة سمارت الكهربائية ذات المقعدين والأربعة مقاعد بحلول نهاية العام. وتعرض دايملر حاليا سيارتين كهربائيتين بشكل كامل تحت طرازيها سمارت وبي وسلسلة من السيارات الهجينة التي تعمل بالكهرباء والوقود. وقال فيبر إن الشركة تهدف إلى بيع أكثر من 100 ألف سيارة كهربائية سنويا بحلول نهاية العقد.

وأعلنت شركة مرسيدس عن خططها للتوسع في استخدام المحركات الكهربائية بموديلاتها المختلفة، حيث تعتزم الشركة الألمانية طرح الموديل الجديد من السيارة “سمارت” الكهربائية في الولايات المتحدة الأميركية خلال العام الجاري وفي أوروبا والأسواق العالمية مطلع العام 2017.

كما كشفت مرسيدس عن خططها للتوسع في استخدام خلايا الوقود، حيث أنها تخطط في العام 2017 لتوليد الكهرباء من الهيدروجين والاعتماد على هذه التقنية في السيارة “جي ال سي”، التي تنتمي لفئة سيارات متعددة الأغراض المدمجة، بالاشتراك مع بطارية “بلاغ-ان”، مما يساعد على زيادة مدى السير لأكثر من 500 كيلومتر ومن دون أي انبعاثات ضارة.

وبالإضافة إلى ذلك، تخطط مرسيدس لتسهيل عملية شحن البطاريات من خلال الاعتماد على تقنية الحث الكهربائي، وهو ما سيتجسد في الإصدار الهجين بلاغ-ان من سيارة الفئة “إس” الفارهة، والذي من المقرر طرحه في العام 2017.

وأزاحت شركة بيجو الفرنسية مؤخرا عن سكوتر “اي-كاك” الكهربائي، الذي صممته بالتعاون مع شركة “ميكرو” وذلك من أجل الاستعانة به لتجنب الازدحام. وأوضحت بيجو أن الغاية من هذا السكوتر هي تفادي الازدحام على الطرق.

ويبلغ وزن السكوتر 8.5 كيلوغرام فقط، وهو مزود بمحرك كهربائي يمكنه من التحرك بسرعة 35 كم/ساعة، وتم تزويد السكوتر ببطارية تمكنه من قطع مسافة 12 كيلومترا كاملة عند شحنه بالكامل.

ويذكر أن هذا السكوتر تم تصميمه ليكون مكملا لسيارة بيجو الجديدة “3008”، إذ يمكن طيه ليصبح بحجم صغير جدا ليسهل تخزينه.

وذكرت تقارير إخبارية، الخميس الماضي، أن شركة “جوانجشو أوتوموبيل جروب موتور” (جي.أيه.سي موتور) تعتزم إقامة قاعدة إنتاجية في مدينة شينغيانغ الصينية خلال العام الحالي لإنتاج السيارات الصالون والكهربائية التي تحمل العلامة التجارية “ترامبشي”.

وأفادت التقارير بأن الشركة تعتزم إنتاج 50 ألف سيارة سنويا كمرحلة أولى للمشروع الذي سيقام في منطقة أورومكي الخاصة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية، في حين تصل الطاقة الإنتاجية النهائية له إلى 200 ألف سيارة ترامبشي.

وأشارت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إلى أن هذه ستكون المرة الأولى التي يتم فيها إنتاج سيارات كهربائية في شينغيانغ والموجود فيها أيضا مصنع تابع للشركة المملوكة لكل من فولكس فاغن الألمانية و”سايك موتور” الصينية.

ومن ناحيته قال وو سونج المدير العام لشركة جي.أيه.سي موتور “إن إقامة مصنع في شينغيانغ ستتيح للشركة تلبية الطلب في المنطقة”، مضيفا أن الشركة تدرس أيضا إنتاج سيارات متعددة الأغراض ذات التجهيز الرياضي (إس.يو.في) وسيارات صالون فارهة في هذا المصنع وفقا لطبيعة الطلب المحلي.

والجدير بالذكر، أن المدير المالي لشركة فولكس فاغن الألمانية للسيارات، فرانك فيتر، كان قد صرح في مايو الماضي، عن احتمال اتخاذ الشركة قرارا بشأن بناء مصنع خاص بها لإنتاج البطاريات. ووصف فيتر هذه الخطوة بأنها أمر محتمل يمكن التفكير فيه.

وتؤكد بعض المصادر المطلعة أن فولكس فاغن تدرس إنشاء مصنع لإنتاج خلايا البطاريات بتكلفة تصل إلى عشرة مليارات يورو، وأن المكان المحتمل لهذا المصنع هو مدينة زالتسغيتر جنوب شرق ولاية سكسونيا السفلى.

وفي إطار تداعيات فضيحة العوادم، تعتزم فولكس فاغن التوسع بشكل كبير في مجال السيارات الكهربائية، والتي تمثل خلايا البطاريات عاملا محوريا لنجاحها، وذلك نظرا لأنها السبب، إلى الآن، في محدودية مدى سير هذه السيارات وغلاء سعرها.

وتعتبر ألمانيا مهددة في هذا المجال بالتبعية للمنتجين الأجانب وفي مقدمتهم المنتجون الآسيويون. ويتخوف ممثلو العاملين في مجال السيارات من فقدان وظائف داخل المصانع التي تنتج مكونات لن تكون هناك حاجة إليها في عصر السيارة الكهربائية.

أضف تعليق