“أبونا”..أحد أقدم مقاتلي حمص في سجون النصرة بتهمة “الدعشنة”

لم يكن يخطر ببال عائلة عبد السلام الشيخ عثمان أن تختتم مسيرته “القتالية” ضد نظام الأسد أسيراً في سجون جبهة النصرة، “الحاج عبد السلام” أو “أبونا” كما يطلق عليه مقاتلو مجموعته الذين أغلبهم “شباب” من بينهم اثنان من أبناءه، تم إلقاء القبض عليه من قبل جبهة النصرة بعد العملية العسكرية التي شنتها الجبهة الأسبوع الماضي ضد أحد المنازل في ريف حمص الشمالي والتي كان يختبئ فيها بعض الجرحى من كتيبة عبد الباسط ساروت، حيث تم اعتقال الشيخ عثمان بتهمة تقديمه الطعام والأدوية لهؤلاء المقاتلين.

وكانت محكمة حمص الشرعية العليا قد أصدرت بياناً يوم الجمعة المنصرم، أدانت فيها العملية الفردية التي قامت بها جبهة النصرة، كما نفت أي علاقة لها بتلك العملية محملة الجبهة مسؤولية عدم التنسيق مع المحكمة كونها الجهة الوحيدة المخولة بمتابعة ملف العمليات الأمنية ضد تنظيم الدولة في ريف حمص الشمالي، كما اتهم البيان جبهة النصرة بعدم الالتزام بتعهد شفهي سابق أعطته للمحكمة بعدم قيامها بأي عملية دون التنسيق معها.

وفي ظل غياب أي تعليق رسمي من قبل جبهة النصرة، فقد عمت حالة من الاستياء في صفوف المقاتلين في ريف حمص الشمالي عموماً، ومقاتلي حمص الذين خرجوا من الحصار خصوصاً بسبب اعتقال أحد أقدم المحاربين في صفوف المعارضة السورية المسلحة
في حمص.

وحول السيرة الذاتية “الثورية” لعبد السلام الشيخ عثمان، فقد أفاد شقيقه “أنس” أنه من الصعب حصر “جهاد” أخيه في صفحات قليلة بحسب تعبيره، فعبد السلام “56” عاماً الذي شارك في المظاهرات السلمية بداية “الثورة”، كان أول من أدخل الطعام والشراب إلى حي باب السباع المحاصر، وبحسب شقيقه فإنه كان يتنكر بزي عامل نظافة ويضع “ربطات الخبز” والأدوية في عربته ليقوم بإيصالها للمحاصرين في الحي.

انتقل بعدها “أبونا” إلى حي الخالدية، وشارك في القتال ضد قوات بشار الأسد، وعندما حوصرت المدينة ظل صامداً لعامين في حي “جورة الشياح”، حيث شارك في صد قوات نظام الأسد وفي العمليات الهجومية وأبرزها عملية تحرير حي “القرابيص” ليخرج بعدها من الحصار مع بقية المقاتلين ضمن التسوية التي رعتها الأمم المتحدة.

وفي الوقت الذي غادر فيه المئات من مقاتلي الحصار باتجاه المناطق المحررة شمالاً أو باتجاه تركيا أو أوروبا، فقد بقي عبد السلام مع مجموعته في ريف حمص الشمالي بعد أن انضم إلى أحد تشكيلاته العسكرية.

وبحسب مصدر ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ في تشكيل ألوية 313 الذي يقاتل عبد السلام شيخ عثمان في صفوفه ، فإن التشكيل لا يتهرب من محاسبة أي من عناصره في حال كونه مذنباً، وأضاف:” لكن يجب أن تتم محاكمته في المحكمة الشرعية العليا وليس في محكمة النصرة فهي “الخصم والحكم” وإذا ثبت تورط الحاج عبد السلام أو غيره بدماء المجاهدين فلا أحد فوق الشرع”، كما اتهم المصدر النصرة بالمماطلة حيث تعهدت بتسليم الشيخ عثمان للمحكمة
العليا، كما اتهمها بمحاولة الهيمنة والسيطرة وبعدم الاعتراف بأي محاكم سوى محاكمها على حد وصفه.

ومن جانب آخر فقد ناشد أنس الشيخ عثمان قادة التشكيلات العسكرية ومشايخ وقضاة ريف حمص الشمالي بمتابعة قضية شقيقه حيث قال: “أخي بلغ من العمر 56 عاماً ولا يجب أن يعامل بهذ الطريقة، أخي ليس ملاكاً ولكنه كان يأخذ الطعام والشراب والدواء لناس جرحى لا قبل لهم بمهاجمة أحد وكان قد جاع وعطش معهم في الحصار، الموضوع لا علاقة له بتنظيم الدولة أو بسواه، الموضوع فقط أن أخي كان يساعد من حوصر معهم لسنتين “

أضف تعليق