نتيجة التعرض لمختلف الأسلحة حالات التشوه الخلقي تكثر بين حديثي الولادة في سوريا

مع قرب دخول الحرب في سوريا عامها الخامس، وثّقت العديد من المنظمات الدولية و المحلية الطبية آلافًا من حالات التشوه الخلقي لدى الأجنّة و الأطفال حديثي الولادة، سواء داخل الأراضي السورية أو في مناطق اللجوء المجاورة كلبنان و الأردن و تركيا، و ذلك بسبب استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية و الغازات السامة في قصفه لمناطق سيطرة المعارضة في مناطق عديدة في سورية، أبرزها ريف دمشق وحمص.

“قاسم الزين” مدير الهيئة الطبية المكلّفة بمتابعة أمور اللاجئين السوريين الصحيّة في مدينة عرسال اللبنانية قال لمراسل “مرآة سوريا”: “إن 14 حالة تشوه خلقي وثّقها المركز الصحي في عرسال منذ 14 حزيران/2014، بينها 9 من ريف دمشق و 5 من حمص و ريفها”.

و أضاف “الزين” :” إن الأسباب الرئيسية التي أدت لحدوث هذه التشوهات لدى الأجنّة، هي تعرض الأمّهات للسلاح الكيماوي الذي استخدمه الأسد في ريف دمشق، و تعرضهنّ أيضًا للغازات الكيماوية الأخرى التي سبق للنظام استخدامها في دمشق و حمص و ريفهما، كغاز الكلور، إضافة إلى حالات الهلع الذي تعرضت له الأمهات الحوامل”.

و فيما تنوعت هذه التشوهات ما بين ضمور في بعض الأعضاء و اختفاء لأعضاء أخرى، و أضرار عصبية و وظيفية، ذكر المركز أنه وثّق 5 حالات اختفاء للجمجمة، و ثلاث حالات تشوه في الأطراف، و ثلاث حالات تشوه في الأعضاء التناسلية، و ثلاث حالات قيلة سحائية.

مراسل “مرآة سوريا” قابل إحدى الأمهات التي أنجبت طفلًا يعاني من مرض “الصرع”، الأم أكّدت أنها تعرضت لحالات فزع و خوف أثناء وجودها في سوريا خلال فترة حملها، و هذا ما سبّب تضررًا في الجهاز العصبي لدى الجنين وفق ما أكد لها الأطباء.

يذكر أن حالات التشوه الخلقية للأجنّة و التي تسمّى علميًا بـ”تيراتوجينيسيتيTERATOGENICITY”، يعزوها الأطباء إلى وجود عوامل مورثية متعلقة بزواج الأقارب، أو عوامل ضارة تتلقاها الأم أثناء فترة الحمل، مثل الأشعة والمواد الكيمائية و السموم، و التي تؤدي في حالة إصابة الأم بها في وقت مبكر من الحمل، إلى حدوث التشوهات المتعلقة بالأعضاء و تكوين جسد الجنين، أما عند إصابة الأم بها في أوقات متأخرة من الحمل، فإن التشوهات تضر مباشرة بوظائف الجهاز العصبي، حيث تكون أعضاء جسد الجنين قد اكتملت على خلاف الجهاز العصبي الذي يكون تكوّنه في الأشهر المتقدمة من الحمل.

و كانت منظمات دولية و محلية و دولًا غربية قد اتهمت النظام السوري بقصف مناطق الغوطة الشرقية في العاصمة دمشق بصواريخ كيماوية أدت إلى سقوط 1800 شخص جلّهم من الأطفال، كما وثّق ناشطون استخدام النظام و ميليشياته لغاز الكلور السّام و قذائف النابالم الحارقة في مناطق عديدة في سورية، أثناء قصفه للمناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية.

أضف تعليق