لم يكد الإعلان الأمريكي-الروسي عن وقف إطلاق النار في سوريا يأخذ صداه حتى فاجأ بشار الأسد العالم بالإعلان عن انتخابات نيابية مبكرة في الثالث عشر من نيسان القادم.
ورغم أن أبسط متابع للشأن السياسي يعلم أن مجلس الشعب السوري هو عبارة عن مجلس شكلي لا يستطيع ممارسة مهامه التشريعية دون موافقة أجهزة الأمن ورأس النظام, فإن الإعلان الجديد قد يحمل في طياته دلالات سياسية ذات صلة بالتحركات الدبلوماسية الدولية الرامية لإيجاد (حل سياسي) في سوريا.
وفي هذا السياق فقد علم موقع مرآة سوريا من مصادر دبلوماسية غربية, أن إعلان النظام عن الانتخابات جاء بـ(أوامر) روسية مباشرة, حيث تهدف موسكو إلى استغلال وقف إطلاق النار لـ( تظهير) التعاون بين ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية وبين نظام الأسد إلى العلن.
وأضافت المصادر أن الإدارة الروسية ستحاول حرق المراحل بحيث يتم إدخال قوائم بأسماء أفراد من (معارضة موسكو) ليخوضوا غمار الانتخابات النيابية المزمع عقدها, لتكون الخطوة التالية هي تشكيل حكومة ( وحدة وطنية) قد يرأسها هيثم مناع وتضم في صفوفها صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي وقدري جميل رئيس حزب (الإرادة الشعبية) وغيرهم من أعضاء تلك المعارضة.
كما أفادت المصادر أنه في حال تشكلت حكومة من هذا النوع في سوريا, فإن الباب سيكون مفتوحاً لجعل ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية وغيرها من المكونات العسكرية (لم يسمها) جاهزة للعمل تحت غطاء (الجيش العربي السوري) وشرعية حكومة الوحدة, الأمر الذي سيؤدي إلى قلب التوازنات والأحلاف ويغير طبيعة الاستقطابات في الساحة السورية.
وأكدت المصادر أن رأس النظام سوف يتغير إذا ما تحققت تلك المساعي حيث تعتزم روسيا التضحية به لصالح شخصية تتوافق عليها مع الولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي شككت فيه المصادر بنجاح مساعي روسيا بشكل كامل, فإنها أكدت أن الفترة القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت والاصطفافات الجديدة التي ستذهل الجميع بحسب وصف تلك المصادر.