فاجأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة يوم أمس السوريين بمرسوم تشريعي أطلقوا عليه المرسوم رقم (1)، مستندين على “اعتراف مؤتمر مراكش 2012 بالائتلاف ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري” وعلى ما أسموه “التأييد الجماهيري للائتلاف
” وفي الوقت الذي استند فيه الائتلاف على اعتراف دولي لم يمنحه على الأقل استصدار وثائق سفر لمن يمثلهم، وعلى تأييد جماهيري غير موجود حتى في خيال أعضاء الائتلاف ، فإن توقيت صدور المرسوم والذي قابله السوريون كما يقابلون مآسيهم عادة بدرجة عالية من السخرية قد حلّ قبيل انعقاد مؤتمر القاهرة 2 والائتلاف في حالة انقسام حادة بين “جماعة قطر” و”جماعة الإمارات” بينما يحاول كل من “جماعة تركيا” و “جماعة السعودية” تهدئة الموقف قدر الامكان تبعاً للتهدئة بين البلدين، بالإضافة إلى حالة الإفلاس التي يعيشها الائتلاف وحكومته المؤقتة
. وبسبب حالة الإفلاس تلك بالإضافة إلى سفر العديد من أعضاء الائتلاف لإحياء الذكرى الرابعة للثورة في عواصم الغرب، لم يتم تنظيم اجتماع رسمي للهيئة العامة للائتلاف البارحة وتم الاكتفاء بحضور بعض الأعضاء (الموسرين) ومشاركة أعضاء آخرين على السكايب، وقد علم موقع “مرآة سوريا” أن اجتماع البارحة والذي سيطرت عليه “الكتلة الإخوانية” قد خصص أساساً لإقرار عدم المشاركة في المؤتمر المزمع عقده في العاصمة المصرية لمناقشة آفاق الحل السياسي مع نظام الأسد
. وبحسب أحد المشاركين في الاجتماع والمقرب من جماعة الإخوان المسلمين، فإن خطوة الاستنكاف عن حضور اجتماع مؤتمر القاهرة وإصدار هذا المرسوم الذي ألغى جملة من المراسيم أهمها المرسوم (49) والذي يجرم الانتماء للجماعة، تأتيان في سياق الصراع المحتدم بين نظام عبد الفتاح السياسي وبين التنظيم العالمي للإخوان المسلمين حيث يحاول كل طرف منهما تسجيل النقاط على الطرف الآخر وتحسين المواقف وزيادة الحلفاء في ظل تغير الموقف السعودي الذي رافق تولي الملك سلمان لعرش المملكة
. وبتحليل المرسوم والظروف السياسية المحيطة يتضح فعلياً عدم تعلق هذا المرسوم نهائياً بسوريا أو بالثورة، فالائتلاف أصلاً غير مخول بإصدار مراسيم تشريعية فهو ليس برلماناً منتخباً أو حركة تحرير وطني بمجلس عمومي. وفي الوقت الذي أصدر فيه الائتلاف مرسوماً يلغى بعض مراسيم سلطة البعث فإنه تجاهل تماماً الدستور الذي أقره حافظ الأسد بعد انقلابه والذي جعل من حزب البعث الحزب الحاكم للدولة والمجتمع هذا التجاهل الذي رآه الكثير من المحللين في سياق التماهي مع أجندة الإخوان المسلمين من جهة واستمراراً في التمهيد للسوريين بقبول فكرة الحوار مع النظام والقبول ببقاء بشار الأسد.