” غتوان ” واحد من اللاجئين السوريين، عمره 100 عام.. لجأ إلى لبنان بسبب الصراع الدائر في سورية..
فما هي حكايته..!!؟.
تزوج غتوان من ” خدوج ” منذ 72 عاماً، وفي ذروة الحرب العالمية الثانية.
لم يستطع الزمن تفريقهما، ولا الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من أربعة أعوام، فظلا معاً حتى في قمة القصف والتدمير الذي طال القرية إلى يسكنان فيها..
ولكن.. بعد أن اشتد قصف النظام على القرية بالطيران والمدافع، وتم تدمير منزلهما، ظل غتوان وزوجته على قيد الحياة، فاضطرا عندئذ إلى مغادرة القرية والهرب معاً إلى لبنان.
بعد اللجوء عاش الزوجان مع عائلتهما في مأوى مؤقت مؤلف من غرفتَيْن مظلمتين، تحت مرآبٍ للسيارات في صيدا، بجنوب لبنان، مع انقطاع التيار الكهربائي بصورة متكررة في هذا المأوى..
أحفاد غتوان يمضون معظم الأمسيات متحلقين حول الجد والجدة، وهما يأخذان قسطاً من الراحة.
حين يصدح صوت الآذان، يظن غتوان أحياناً أنّ مصدر هذا الصوت هو مسجد قريته في سوريا.. فهو كغيره من اللاجئين لم يستطع أن ينفصل عن ماضيه البعيد والقريب الذي عاشه في سوريا، وفي قريته وبيته وحقله الزراعي..
من حسن حظ غتوان أن له جيران لبنانيون طيبون يزورونه كل يوم، ولديهم حقل زراعي.. وحين يضوج، ويحن إلى قريته وبيته وأرضه الزراعية، يصطحبه واحد من أولئك الجيران اللبنانيين إلى حقلهم.. وهناك ينظر إلى الحقل وما فيه من مزروعات، فيشعر غتوان بالارتياح، ويتخيل كأنّه في دياره.