غادرت ناقلة نفط ميناء راس لانوف الليبي متجهة إلى إيطاليا في ساعة مبكرة يوم الأربعاء وعلى متنها أول شحنة للتصدير من الميناء الليبي منذ أواخر 2014 على الأقل بما يعزز الآمال بإنعاش إنتاج ليبيا النفطي.
وقال مدير ميناء راس لانوف إن ناقلة ثانية تستعد للتحميل في راس لانوف أحد الموانئ الأربعة التي سيطرت عليها القوات الموالية لخليفة حفتر يومي 11 و12 سبتمبر أيلول.
ورحبت المؤسسة الوطنية للنفط بتعهد قوات حفتر بالسماح لها بالسيطرة على الموانئ. وقال رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله يوم الأربعاء إن إنتاج البلاد ارتفع إلى نحو 390 ألف برميل يوميا مقارنة مع أقل من 290 ألف برميل يوميا قبل تغير الطرف المسيطر على الموانئ.
ويمكن أن تفيد أي زيادة في الإمدادات عبر الموانئ أيضا حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس في إطار سعيها لتوحيد الفصائل المسلحة المتناحرة والعمل على استقرار الاقتصاد رغم رفض حفتر لهذه الحكومة حتى الآن.
وقالت مؤسسة النفط الأسبوع الماضي إنها ستبدأ التصدير على الفور من راس لانوف والزويتينة وإنها ستبدأ التصدير بأسرع ما يمكن من ميناء السدر. واستمرت الصادرات من ميناء البريقة وهو الميناء الرابع الذي تمت السيطرة عليه وظل مفتوحا.
وتبلغ الطاقة الإجمالية للموانئ نحو 800 ألف برميل يوميا على الرغم من أن راس لانوف والسدر تضررا جراء اشتباكات كما ظل ميناء البريقة يعمل بأقل من طاقته القصوى.
وترك الصراع المسلح والنزاعات مرافق النفط الليبية تحت سيطرة فصائل شتى وخفض الإنتاج إلى مستويات متندية للغاية مقارنة مع 1.6 مليون برميل يوميا كانت تنتجها البلاد قبل الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.
وتتبنى المؤسسة الوطنية للنفط هدفا طموحا يتمثل في إنتاج ما يربو على 900 ألف برميل يوميا بنهاية العام لكنها تقول إنها تحتاج إلى تمويل لميزانيتها التشغيلية وإلى إعادة فتح خطوط الأنابيب المتوقفة عن العمل في غرب ليبيا لتحقيق هذا الهدف.
وقال صنع الله يوم الأربعاء إن المؤسسة تلقت حتى الآن 310 ملايين دينار ليبي (220 مليون دولار) من حكومة الوفاق الوطني وحصلت على تعهدات بتلقيها 300 مليون دينار أخرى. وأضاف أن هذه المبالغ المالية لا تكفي لكن المؤسسة تأخذ في الاعتبار الوضع المالي الصعب حاليا.
وانتزعت قوات حفتر السيطرة على الموانئ من يد جماعة مسلحة منافسة سيطرت عليها لأكثر من عامين وصدت هجوما مضادا يوم الأحد.
وحفتر – الحليف السابق للقذافي – شخصية مثيرة للجدل بشدة ويشك كثيرون في غرب ليبيا أنه يخطط للاستيلاء على السلطة في البلاد.
وحاولت فصائل موالية له تصدير النفط من شرق ليبيا بشكل مستقل متجاوزة المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس وإن كانت تلك الفصائل سمحت أيضا باستمرار شحن النفط لصالح المؤسسة العاملة في طرابلس من ميناء الحريقة الواقع بشرق البلاد.
وبعد أن سيطرت قوات حفتر على الموانئ دعتها الولايات المتحدة وقوى أوروبية كبرى للانسحاب محذرة من أنها ستتحرك لمنع أي شحنات خارجة عن سلطة حكومة الوفاق الوطني.
وكانت الناقلة سي دلتا التي غادرت راس لانوف يوم الأربعاء حاملة 700 ألف برميل من الخام وكذلك الناقلة الثانية التي تستعد للتحميل قد جرى إعدادهما لتحميلهما بالنفط قبل استيلاء قوات حفتر على الموانئ.
وكان صنع الله قال إنه حصل على الضوء الأخضر من قيادة حكومة الوفاق الوطني قبل التحرك لفتح الموانئ الأسبوع الماضي وإن إيرادات التصدير ستذهب إلى طرابلس.
وذكر صنع الله يوم الأربعاء أن ارتفاع إنتاج النفط سيساهم في جني المزيد من الأموال وإن الإيرادات ستذهب إلى البنك المركزي.