لا شكّ أن قصف النظام و ممارساته و وضع الحرب الذي تعيشه مناطق ريف إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، يجعل من الوضع الصحي في هذه المناطق “مترديًا” أو “أقل من الطبيعي” على أحسن تقدير.
قصف النظام المتواصل جعل المدنيين و من يحتل مكان المسؤولية يسلسلون أولياتهم تجاه أمور المعيشة و الصحة، و هذا ما جعل بعض المرافق الصحية على درجات متأخرة في سلم الأولويات.
الأمراض والأوبئة وجدت في هذه المناطق مكانًا تنتشر فيه، مع سوء الوضع الصحي و النظافة العامة فيها، خصوصًا و أنّ ارتفاع درجات الحرارة مؤخرًا ساهم في تأزيم الوضع الصحي بشكل ملحوظ.
“ناصر الأعرج” مراسل “مرآة سوريا” في إدلب، اطلع على الواقع الصحي في قرى ريف إدلب، و أكد أنّ قلة المبيدات الحشرية و قلة العمال و الآليات المتخصصة بإزالة المظاهر غير الصحية من هذه القرى، جعل الوضع الصحي فيها “مترديًا”.
القمامة تنتشر في الشوارع، و لا وجود لأية آليات تنقلها إلى أماكن خارج القرى و البلدات، كما أن المجالس المحلية لا تولي هذا الموضوع أهمية نظرًا لاهتمامها بأمور أخرى تقول إنها أكثر أهمية كتأمين الماء و الكهرباء و غيرها.
يلجأ المدنيون إلى إحراق القمامة في الشوارع، في طريقة وحيدة و قسرية للتخلص منها، فإما أن تتحول “كومات” القمامة إلى بيئة حاضنة لمختلف أنواع الحشرات، و إما أن يملأ دخان احتراقها و رائحته الكريهة أجواء البلدة أو القرية لعدة ساعات.
النقاط الطبية الميدانية في مناطق ريف إدلب سجلت مؤخرًا ارتفاع الحالات التحسسية في صفوف المرضى و المراجعين، كما أن الالتهابات الجلدية الناتجة عن لسع الحشرات ازدادت بنسبة ملحوظة.
المجلس المحليّ في قرية “كفردريان” كان له موقف من هذا الموضوع، فقام برش شوارع القرية بالمبيدات الحشرية، بهدف الحد من وجودها و تكاثرها، و بالتالي التخفيف من الأمراض التي تنقلها هذه الحشرات إلى الناس.