(مرآة سوريا: أول الأسبوع – متأخر-) هذه الأيام يرابط آلاف النشطاء من أكراد سوريا “الأوروبيين” على جبهات الفيسبوك والتويتر, يجمعهم أمران أساسيان: أنهم هربوا من الـ YPG وظلمه أو تجنيده الإجباري, وأنهم جميعاً يمارسون رباطهم في دعم الـ YPG والهجوم على مواطنيهم السوريين وعلى الأتراك, على العروبة والإسلام, على كل شيء في هذا المحيط الجغرافي البائس باستثناء ميليشيات الـ YPG التي كانت السبب وراء تشريدهم.
يفسر هؤلاء النشطاء عمالة الـ YPG لنظام الأسد بـ”التذاكي الاستراتيجي”, ويفتخرون بعبقرية “هربجية” أوجلان بالتحالف مع الجميع على أمل إنشاء “وطن قومي” للأكراد, ويتباكون على مظلوميتهم مستخدمين التزوير, كما يجأرون خفية بالدعاء لما يؤمنون به ليلاً ونهاراً من أجل أن توقع عملية “غصن الزيتون” قتلى حقيقيين في صفوف “شعبهم الكردي” فيثبتوا للعالم مظلوميتهم المزيفة, بعد أن رفضوا أن يكونوا جزءاً من مظلومية السوريين الحقيقية والتي قتل فيها الأسد ما يقرب من مليون مدني سوري دون أن يرف للعالم جفن.
ومع لطمياتهم المستمرة في ادعاء المظلومية, فإن نشطاء الـ YPG لم يذوقوا فعلياً خلال السنوات السبعة الماضية ما ذاقه نظراؤهم السوريون على يد قوات النظام وحلفائه الروس والإيرانيين, فهل فكر هؤلاء فيما لو اقتضى التوافق الإقليمي والدولي تسليم عفرين للأسد والإيرانيين مع الافتراض بصحة أن ميليشيات الـ YPG سوف تدافع عن المدينة؟
إقرأ أيضاً: المواطن الكلب…الظاهرة التي أبرزتها الثورات العربية
لا يسمي جيش النظام عادة عملياته كما تفعل الجيوش المحترمة, إذ أنه لو فعل لما أسعفته قواميس اللغة. لكن ودون أية مقدمات, سيستفيق أهالي عفرين على مئات البراميل وهي تنهمر فوق رؤوسهم. لن تنفع ميليشيات الـ YPG حيل حشر المدنيين في مراكز تعبئة الأسايش فالنظام لا يكترث بالصحافة العالمية ولا بالنظام الدولي المتواطئ معه, كما لن ينفع أهالي عفرين الاختباء في مغارات الجبال فكيماوي النظام يلاحق الجميع فوق الأرض وتحتها, أما زيتون عفرين وجبالها فسيحرقها النظام بالنابالم كما فعل ويفعل مع جبل التركمان و “الأكراد” في اللاذقية, ذلك الجبل والذي رغم “كرديته” فإنه لم يلق التعاطف من نشطاء الـ YPG لأن من حرقه هو نظام الأسد كما أن ثواره لم يقبلوا مشروع العمالة للنظام.
بعد حرق عفرين وقراها بكل أنواع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة, ستدخل ميليشيات فاطميون والنجباء وغيرها برفقة قوات الأسد, سيغتصبون النساء ويلتقطون الصور فوق جثث القتلى, أما مقاطع الفيديو المسربة فستعج بالسخرية من الأكراد ولغتهم وثقافتهم, ولن تخلوا من إشارات طائفية حول الانتقام من أحفاد صلاح الدين الأيوبي الذي قهر أجدادهم الباطنيين, أما نشطاء الـ YPG اللاجئين في أوروبا فسيستمرون بالتحدث عن ظلم العرب والترك لهم تعليقاً على ما يجري مرددين “ليس لنا صديق إلا الجبال”.
سيتوجه معظم الناجين إلى ما تبقى من المناطق المحررة, فيما سيتمكن المحظوظون من الدخول إلى تركيا التي ستعالجهم وتمنحهم وثائق الحماية المؤقتة.
أما نشطاء الـ YPG وقاداتهم, فبعد اختفائهم لفترة, ستسجل وسائل الإعلام ظهورهم في دمشق أو قنديل وهم ينفذون مشاريع النظام, أو سيطلون من عواصم أوروبا متحولين إلى “نشطاء مدنيين” يشتمون سوريا وثورتها, تركيا وحكومتها, والعرب والإسلام.
في شبيحة الـ YPG يصدق القول: لو كانت فيكم ذرة من الحرص على “شعبكم الكردي” لقبلتم بـ “غصن الزيتون”, إلا أنكم أدمنتم على “قضيب الرمان” يحشره فيكم الأسد.