مرآة سوريا: عرفناها بدورها في المسلسل الشهير صراع العروش، خططها وحلمها بالعرش كانا وراء مقتل أغلب أبطال المسلسل، هي الممثلة البريطانية لينا هيدي “44 عاماً” والمعروفة بشخصية سيرسي لانستر، والتي شوهدت مؤخراً في منزل “مروى” وهي سيدة سورية لاجئة في ألمانيا.
لهذا اللقاء قصة تعود إلى سنتين وتحديداً صيف 2016 خلال جولة قامت بها هيدي مع منظمة لجنة الإنقاذ الدولية المعنية بمساعدة اللاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية حيث التقت مروى وبناتها الثلاث لأول مرة.
ما كانت تمر به مروى قاس، وترك أثراً كبيراً لدى الممثلة البريطانية، فقد كانت تنتظر قرار لم الشمل مع زوجها أيمن في ألمانيا، فهو مصاب بالسرطان ولم تره منذ أكثر من عام ونصف، لم تنس هيدي هذه التفاصيل بل بحثت عنها لتطمئن عليها.
تأمل أن يتعرف الألمان على مروى وعائلتها
(Photo credit/Tara Todras-Whitehill for the International Rescue Committee)وأظهرت صور التقطتها المنظمة لحظة لقاء هيدي مع العائلة وهي تأخذ صورة جماعية، وتقول “إنه على الرغم من سعادة العائلة للاجتماع سوية إلا أنهم لا يزالون يتكيفون مع حياتهم الجديدة في بلد غريب غير مألوف بالنسبة لهم”.
وتصف الممثلة البريطانية أفراد العائلة بأنهم أناس كرماء محبون جداً، “أتمنى أن يرى الآخرون في ألمانيا هذا فيهم، ويتعرفوا عليهم ويتصادقوا معهم، لأنهم رائعون بالفعل”، على حد قولها.
هذا يدمرني!
(Photo credit/Tara Todras-Whitehill for the International Rescue Committee).آمال “35 عاماً” إحداهن التي كانت تعمل مصففة شعر في سوريا، التي أوضحت عبر مترجم أنه ينتابها شعور سيئ لتواجدها في ألمانيا وأولادها في خطر في سوريا، قائلة “هذا يدمرني”.
ودار الحوار في الندوة حول المشكلة الملحة التي تعاني منها السيدة السورية المحجبة، التي جاءت إلى ألمانيا في العام 2015، لتُمنح لاحقاً ما يُسمى “الحماية الفرعية”، وتُمنع من لم شمل أطفالها الأربعة المتواجدين في سوريا ترعاهم والدتها، بسبب قرار حكومي، جمد لم الشمل بالنسبة لهذه الفئة من اللاجئين مدة عامين.
وأوضحت آمال للمتواجدين في الندوة وإلى جانب قلقها على حياة أولادها، باتت “آمال” تحت ضغط الوقت، إذ تقترب ابنتها من أن تصبح في الـ 18 من عمرها، ما قد يجعل طلب لم شملها يُرفض لاعتبارها بالغة، كما يقترب ابنها من أن يصبح في سن الخدمة الإلزامية ليبدو مهدداً بأخذه للقتال إلى جانب النظام السوري، بحسب الصحيفة، التي نقلت عنها قولها إنها لا تستطيع التفكير في شيء آخر غير ذلك.
وقالت أوزغوز، التي يتفاوض حزبها الاشتراكي الديمقراطي مع التحالف المسيحي المنتمية له المستشارة أنجيلا ميركل حول تشكيل حكومة جديدة، إن الوضع معقد، لكنها وعدت السيدة السوري بالكفاح لأجل أن تتمكن من جلب أسرتها، ما أحيا الأمل لدى “آمال” في إمكانية تغير وضعها.
واتفق الجانبان المتفاوضان على تمديد تجميد لم الشمل حتى نهاية تموز القادم، ثم وضع قواعد تسمح بجلب 1000 من أقارب الحاصلين على الحماية الفرعية إلى ألمانيا شهرياً، كشأن “آمال”، ويرغب الحزب الاشتراكي الديمقراطي في إضافة فقرة تسمح بلم شمل الحالات الصعبة، إلا أنه من غير المعروف فيما إذا كان ذلك سيشمل أولادها في حال اعتبارهم بالغين
العمل مع المنظمة فتح لها باباً تريد العودة إليه مراراً
(Photo credit/Tara Todras-Whitehill for the International Rescue Committee).وتتعاون هيدي مع المنظمة في محاولتها المساعدة في إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني. وعن ذلك تقول “نشاهد بعض البرامج الإيجابية المبادرة جداً، ومبادرات تساعد الناس على إيجاد عمل وليصبحوا مندمجين ويعثروا على عمل ويكونوا صداقات”.
وتؤكد أنها تخطط لمواصلة العمل مع لجنة الإنقاذ الدولية، معتبرة مساعدة أناس مثلها في ذلك، أمراً بالغ الأهمية، موضحة أن “ذلك يعطيك منظوراً جديداً، ويجعلك تشكك في خياراتك اليومية”.
وتوضح أن العمل مع المنظمة المذكورة في مساعدة اللاجئين فتح باباً لها ترغب بالعودة له مراراً، لتدع طفليها يطلعان على ذلك.