انتقلت قوات المعارضة السورية إلى مرحلة التقدم فيما أسمته “غزوة إدلب”، حيث استطاعت السيطرة على ثكنة الإنشاءات العسكرية التي تعد من أكبر تجمعات قوات النظام في إدلب المدينة، و ذلك بعد أيام من القصف المركز على أطراف المدينة.
قوات المعارضة ممثلة بـ “جيش الفتح” الذي أسسته عدة فصائل عسكرية معارضة منها جبهة النصرة و أحرار الشام بهدف السيطرة على مدينة إدلب، أطلقت قبل أيام معركة “غزوة إدلب” و بدأتها بقصف مدفعي تمهيدي، إلى أن بدأت قواتها اليوم بالتقدم و الزحف نحو المدينة.
تقدم مقاتلي “جيش الفتح” أدى إلى دحر قوات النظام و الميليشيات الموالية له من ثكنة الإنشاءات العسكرية في المدينة، و هي ثكنة مهمة جدًا بالنسبة لقوات الأسد نظرًا لموقعها و كمية العتاد و الذخيرة الموجودة فيها، إضافة إلى سيطرتهم على ثكنة السادكوب و ثكنة معمل الكونسروة و صوامع الحبوب والمنشرة.
كما دكت مدافع “جيش الفتح” و دباباته حواجز النظام العسكرية في أطراف و داخل المدينة، و مع تقدم المقاتلين المعارضين، استطاعت المعارضة السيطرة على عدّة حواجز للنظام منها: حاجز القلعة و حاجز السكن الشبابي و حاجزي معمل الغزل الجديد و القديم و حاجز الكهرباء.
خبير عسكري قال لـ “مرآة سوريا”:” الثوار حرموا قوات النظام المتواجدة في إدلب من مؤازرة مجمع المسطومة العسكري بعد سيطرتهم على حاجز القلعة”.
و كانت الميليشيات الشيعية الموجودة في قريتي الفوعة و كفريا المواليتين قد عممت على أجهزة الاتصال اللاسلكي فيما بينها التحذير من توجه أي مقاتلين منها إلى مدينة إدلب بهدف مؤازرة قوات النظام فيها، حيث استطاع الثوار السيطرة على الطريق بين هاتين القريتين و إدلب المدينة.
كما استطاع الثوار السيطرة على مداجن الحسناوي الواقعة على الطريق بين “معرة مصرين” و مدينة إدلب، إضافة لعدّة مبان أخرى كانت بيد قوات شيعية موالية للنظام.
و مع غياب شمس اليوم الثلاثاء تحولت المعركة إلى “قتال شوارع” بعد أن استطاع مقاتلو المعارضة الوصول إلى أحياء المدينة، و قد وصلت الاشتباكات إلى محيط المشفى الوطني في المدينة، الذي اكتظ بجرحى و قتلى النظام و ميليشياته، كما سيطرت قوات المعارضة على عدّة أبنية من الناحية الغربية لجامعة إدلب، و على شارع الستين أكثر الشوارع حيوية في إدلب المدينة.
النظام من جهته كثّف غاراته الجوية على أطراف المدينة بهدف وقف زحف الثوار، و قد تداول ناشطون خبر إسقاط مقاتلة حربية من نوع ميغ بعد تصدي مضادات الثوار الأرضية لها، كما استهدفت مروحيات النظام بلدة بنّش بأربعة براميل يعتقد أنها محمّلة بغاز الكلور السام، بسبب انتشار روائح غريبة في الجو بعد انفجارها.
كما أطلق النظام من إحدى قواعده العسكرية في طرطوس صواريخ من نوع “سكود” على أطراف مدينة إدلب في محاولة أخرى منه لمنع تقدّم قوات المعارضة.
المعركة سجّلت عدة انسحابات لقوات النظام، كان أبرزها تسليم أحد ضباط النظام لدوار سرمين (في مدخل إدلب) الذي يسيطر عليه مع ما يوجد فيه من مقاتلين و سلاح و ذخيرة إلى قوات المعارضة دون قتال، أضافة إلى انسحاب عناصر حاجز “سحر الشرق” إلى داخل المدينة.
خسائر النظام بلغت نحو 150 قتيلًا جميعهم سوريون في غياب واضح “حتى الآن” للميليشيات الايرانية وحزب الله، إضافة إلى خسائر كبيرة في الآليات العسكرية و مخازن الذخيرة التي كانت متواجدة في الحواجز العسكرية التي سيطرت عليها المعارضة.
كما تخلل المعركة تفجير “جبهة النصرة” و “جند الأقصى” ل 7 سيارات مفخخة، تبعها جنود “انغماسيون” أقدموا على اقتحام الحواجز المدمّرة، بعد غطاء من قصف مدفعي بواسطة أكثر من 50 دبابة حشدها “جيش الفتح” لهذه المعركة، بينها دبابات T72 مطوّرة.ا